responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 196
مراضاة الإخوان من غير شيء فليصادق أهل القبور. العاقل ليس في مصادقته مخادعة. رأس مال الأحمق المخادعة وفائدته الغضب، والحليم رأس ماله الصمت وفائدته الحلم. إذا جهل عليك الأحمق فالبس له سلاح الرفق واللطف. صديق كل امرئ عقله وعدو كل امرئ حمقه. من أنزل نفسه عاقلاً أنزله الناس جاهلاً. من قنع بكذب الثناء عليه ظهر للناس رقاعته. السكوت عن الأحمق جوابه. السكوت يزين الأحمق والكلام يشينه. من استطال عليك بملبسه وتحلى بفضله، فلا أكثر الله في الناس مثله. الجواد محبب والبخيل مبغض. إذا حملت للبخيل مؤنة أبدى لك الحرمان والعداوة. البخيل يمنع ما عنده ويبخل على الجواد بجوده. من طلب حاجة فهو شر منه. من بذل للبخيل صلته ورفع عنه مؤنته دامت له مودته. ضيف البخيل آمن من التخمة. من طلب من اللئيم حاجة كان كمن طلب السمك في المفازة. عدة الكريم نقد وعدة اللئيم تسويف الكريم يواسي إخوانه في دولته واللئيم يقطعهم. لا تخضع للئيم فإنه لا يعطيك شيئاً.
إنما الصديق الذي يبذل لك ماله عند الحاجة ونفسه عند البلية، ويحفظك عند المغيب وينفعك عند الرجاء. إذا صادقت الوزير فلا تخشى الأمير. من لم ينصحك في المصادقة فعاده. من غشك في العداوة فلا تلمه. من كان الناس عنده سواء لم يكن له أصدقاء. من صادق الإخوان بالمكر كافؤه بالغدر. من لم يواس الإخوان في دولته خذل عند مأمنه. إياك أن تبغي مودة من يحسدك فأنه لا يقبل إخاءك. من حسدك على علمك لم يستمع حديثك. الحاسد يفرح بزلتك ويعيب صوابك. إذا رأيت من يحسدك ويسرك أن تسلم منه فعم عليه أمورك. من صبر على مودة الكاذب فهو مثله. كل شيء شيء ومودة الكاذب لا شيء. من بدأك بجهله فكافئه بحلمك تغمه. أول المرؤة طلاقة الوجه، والثانية التودد، والثالثة الفصاحة.
الفاجر لا يبالي بما قال والورع يتعاهد كلامه من شغل مشغولاً فقد أظهر ثقله. من صبر على شغل سوء فقد نظر إلى سجنه بعينه. من لم يغلب الحزن بالصبر طال غمه. من استطال على الناس بلسانه بغير سلطان فليصبر على الذل والهوان. لا تحتقر الفقير الثري ولا ترغب في الغني الدني. من تشبه بالسراة وغلبت عليه الدناءة فلا تكرمه. من أغضبته أنكرته. من أغنيته أعطفته. من تعرض لصاحب الدولة انقلب بهزيمة من صانع بماله لم يحتشم من طلب حاجته. من صاحب الكتاب ملوه ومن عاداهم أنكروه. من شمخ عليك بأنفه وطمح ببصره، ولم يدخل عليك فضله فلتهن عليك سلبته. السفيه يقطع مودة لم تزل ويكتسب عداوة لم تكن. حمل المروءة ثقيل. من سالم الناس غنم. خذلان الجار لؤم. رجال البلاء قليل احفظ إخوانك تذل أعداؤك. ما أجمل الصبر على ما لا بد لك منه. المحروم من طال نصبه، وكان لغيره نشبه لا قوي أقوى ممن قوي على نفسه، ولا عاجز أعجز ممن عجز عنها. الخير في غير أهله غريب. ما أضعف قوة من يغالب من لا يغلب.

الباب الرابع والستون: يشتمل على حكم وأحاديث منثورة
اعلم أيها المريد أن الله تعالى يمتحن أنبياءه وأصفياءه بأعدائه، ويضطر أولياءه وأحباءه إلى أعدائه، رفعة وتقريباً لأنبيائه وتمحيصاً لهفوات أوليائه، وذخراً لهم عنده وزلفى لديه تعظيماً لأقدارهم، وتشريفاً لمنازلهم وترفيعاً لدرجاتهم. قال الله تعالى تعزية لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم لعظيم ما كان يلقي من سطوات أعدائه {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست