اسم الکتاب : تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك المؤلف : الماوردي الجزء : 1 صفحة : 121
وَالْعرب تَقول
لَوْلَا الوئام لهلك الْأَنَام
أَي لَوْلَا النَّاس يرى بَعضهم بَعْضًا فيقتدي بِهِ فِي الْخَيْر وَيَنْتَهِي بِهِ عَن الشَّرّ لهلكوا
قيل لعيسى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام
من أدبك
قَالَ
مَا أدبني أحد وَلَكِنِّي رَأَيْت جهل الْجَاهِل فاجتنبته
وَرُبمَا غلط قوم فظنوا أَن المنافسة فِي الْخَيْر هِيَ الْحَسَد وَلَيْسَ كَمَا ظنُّوا لِأَن المنافسة طلب الشبيه بالأفاضل من غير إِدْخَال ضَرَر عَلَيْهِم
وَإِن خص بالعطاء قوما وَحرم قوما لم يكن بَين من أعطَاهُ وَهُوَ غير مُسْتَحقّ وَبَين من حرمه فرق ولحقه من ذمّ من حرمه أَضْعَاف مَا لحقه من حمد من وَصله وَلَيْسَ يمْنَع هَذَا من التَّبَرُّع بالصلة وَمن مُرَاعَاة من أمت بجرمة إِذا ظَهرت أَسبَابهَا وتلوح صوابها لِأَن الْمُلُوك مطَالب ذَوي الْحَاجَات وذخائر ذَوي الحرمات
وَهَذَا فِي حُقُوق الساسة من الْوَاجِبَات
والسخاء خلق مركب من الْحيَاء والإيثار
4 - الْبُخْل والإمساك