responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 452
تعف نِسَاؤُكُمْ وبروا آبَاءَكُم يبر بكم أبناؤكم وَمن أَتَاهُ أخوة مُتَّصِلا أَي معتذرا فليقبل ذَلِك محقا كَانَ أَو مُبْطلًا فَإِن لم يفعل لم يرد على الْحَوْض رَوَاهُ الْحَاكِم
الثَّانِي تردده بَين النَّدَم وَالْحيَاء وَالْأول تَوْبَة تصير المعتذر عَنهُ كَأَنَّهُ لم يكن وَلذَلِك قيل الإعتراف يهدم الاقتراف وَالثَّانِي أَيْمَان وَكفى بِهِ شَفِيعًا وَمن ثمَّ قيل نعم الشَّفِيع الإعتذار عِنْد أهل الْحلم والاقتدار
قلت لَا سِيمَا لوحظ فِيهِ دلَالَة قبُوله على حريَّة النَّفس وكرم الطبيعة كَمَا قَالَ
(إِذا اعتذر الْمُسِيء إِلَيْك يَوْمًا ... من التَّقْصِير عذر فَتى مقرّ)
(فصنه عَن عقابك واعف عَنهُ ... فَإِن الصفح شِيمَة كل حر)
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة إِذا أدّى هَذَا الْقبُول إِلَى الصفح فِيمَا لَا يسمع الأغضاء عَنهُ سقط اعْتِبَاره
قَالَ الْحُكَمَاء اقبل الْعذر وَإِن كَانَ مصنوعا إِلَّا أَن يكون مِمَّا أوجبت الْمُرُوءَة قِطْعَة أَو يكون فِي قبُوله تشجيعه على الْمَكْرُوه أَو عونه على الشَّرّ فَإِن قبُول الْعذر فِيهِ إشراف فِي الْمُنكر
قلت وَكَذَا حَيْثُ لَا يكون هُنَاكَ عذر وَالْجِنَايَة مُسْتَحقَّة الْجَزَاء
الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة الإتصاف بالحلم الممدوح لَا يتَوَقَّف على قمع الْغَضَب بِالْكُلِّيَّةِ لِأَن ذَلِك غير مَطْلُوب وَإِنَّمَا يتَوَقَّف كَمَاله على انقياد الْغَضَب لِلْعَقْلِ

اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست