responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 368
الثَّانِي عَن الْخَاصَّة فِي الْأَوْقَات الَّتِي تحضه لإِقَامَة ضرورياته ومكملاته من غير إفراط وخصوصا أَوْقَات اللَّيْل وَقد قَالَ ابْن الحزم يَنْبَغِي للْملك أَن يفرغ نَفسه فِي لَيْلَة لِعِيَالِهِ ونسائه وَولده ويعدل فِي الْقسم بَين نِسَائِهِ
قلت وَلَا يُعَارض هَذَا مَا ذكر عَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ فِي جعل أَكثر لَيْلَة لغير أَهله لِأَن الْقدر الَّذِي كَانَ يبقيه لَهُم من اللَّيْل كَانَ يرَاهُ كَافِيا لما أَخذ بِهِ نَفسه من شدَّة الحزم
نعم من قصر عَن غَايَته فِي ذَلِك فَلهُ فِيمَا قَالَه ابْن الحزم متمسك وَاضح الظُّهُور
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة كَمَا لَهُ أَن يحتجب عَن الْخَاصَّة والعامة فِي الْوَقْت الَّذِي رسم لَهُ فَكَذَا فِي حق من لَا مَنْفَعَة فِي دُخُوله عَلَيْهِ
قَالَ ابْن حزم وَيمْنَع أهل الفضول من الْوُصُول إِلَيْهِ وملازمة دَاره ومجلسه لِئَلَّا يشْتَغل بمجالسه من لَا يجدي نفعا فِي دينه ودنياه وليغلق الْبَاب دون ذَلِك جملَة فَلَا يطْمع أحد فِي الْوُصُول إِلَيْهِ لغير معنى
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة يجب على السُّلْطَان أَن يعْتَقد أَن احتجابه عَن الْعَامَّة يتَعَذَّر مَعَه غَالِبا إطلاعهم على أَعماله المستورة عَنْهُم فَفِي العهود اليونانية وَأعلم أَنَّك مَعَ كَثْرَة حجابك وببعد الْوُصُول إِلَيْك بِمَنْزِلَة الطَّاهِر لعين النَّاس وَإنَّهُ لَا يسْتَتر عَنْهُم مِمَّا عَلمته شَيْء لشدَّة بحثهم عَن أمورك وَكَثْرَة من يهدي إِلَى خاصتك وعامتك مَا جرى فِي مجالسك فاعمل فِي سرايرك مَالا يستقبح أَن يكون ظَاهرا لَهُم منكشفا من فعلك لديهم
قلت وكما فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ من أسر سريرة ألبسهُ الله ردائها وَفِيه قَالَ زُهَيْر

اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست