responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 206
لضيقها عَن اتساع الوزائع والمتغلبة لبداوة أَولهَا تَتَجَافَى عَن الْأَمْوَال فتقل وزائعها كَذَلِك وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ فتنبسط الْأَمْوَال فَبِي الْأَعْمَال الَّتِي بهَا كَثْرَة الْعمرَان الْمُفِيد لوفور مَال الجباية
الثَّالِث وَهُوَ أَيْضا خَاص بالدولة القوية الأَصْل لِأَنَّهَا لتِلْك الْقُوَّة يجْتَمع لَهَا من المَال مَا هُوَ بنسبتها وَشَاهد ذَلِك أَثَره فِي الْعَطاء والاستعداد لَهُ وَهَؤُلَاء البرامكة كَانُوا إِذا أكسبوا معدما إِنَّمَا هُوَ الْملك وَالْولَايَة وَالنعْمَة آخر الدَّهْر لإعطاء الَّذِي يَسْتَفِيد يَوْم أَو بعض يَوْم وَهَذَا جَوْهَر الْكَاتِب قَائِد جيوش بني عبيد لما ارتحل إِلَى فتح مصر استعد من القيروان بِأَلف حمل من المَال
قَالَ ابْن خلدون وَلَا تَنْتَهِي الْيَوْم دولة لمثل هَذَا
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة فِي سَبَب نَقصه بعد الْكَثْرَة
وحاصلة الْعُدُول عَن الْعدْل الَّذِي بِهِ كَثْرَة المَال ونماؤه وتلخيص بَسطه بِذكر آفَات مِنْهُ طبيعية تَكْفِي الْوَاحِدَة مِنْهَا فِي ذَلِك وَأولى إِذا اجْتمعت
الآفة الأولى تَكْثِير الْوَظَائِف عِنْد ذهَاب بداوة الدولة لتعاقب مددها فِي ترف الْملك والعضوض واستحالة خلقهَا الساذج إِلَى الحضارة الحاملة على التَّوَسُّع فِي مَا وَرَاء الضروريات وَلَا تزَال مزيدا فِيهَا مِقْدَارًا بعد آخر لتدرج الدولة فِي عوائد الترف وَكَثْرَة الْإِنْفَاق بِسَبَبِهِ حَتَّى تثقل على الرّعية وتفرط فِي الْخُرُوج عَن الِاحْتِمَال فتذهب غبطتها فِي الاعتمار لعدم فَائِدَته إِذا قوبل مَا بَين نفعة ومغارمه وَبَين ثَمَرَته وَفَائِدَته وتنقبض أَيدي الْكثير عَنهُ فتنقص الجباية لَا محَالة

اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست