responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 194
فَلْيَكُن للدّين والمرؤة عِنْده نفاق فسيكيد بذلك الْفُجُور والدناءة فِي آفَاق الأَرْض
التَّرْهِيب الثَّانِي توقع زَوَال الْملك الأموية طبعا وَشرعا فَمن كَلَام أفلاطون إِذا تخلى الْملك عَن الدّين حاربته الشَّرِيعَة بأشخاصها وَلم تمهله إِلَّا بِمِقْدَار مَا يعد ملكا طبيعيا
موعظة يرْوى أَن آخر الْمُلُوك الأموية بالمشرق لما هرب غلى النّوبَة سمع بِهِ ملكهَا فَجَاءَهُ وَقعد على الأَرْض فَقَالَ لَهُ إِلَّا تقعد على فراشنا فَقَالَ لَهُ النوبي لَا قَالَ وَلم قَالَ لِأَنِّي ملك وَحقّ على كل ملك أَن يتواضع لمر الله سُبْحَانَهُ إِذْ رَفعه
ثمَّ قَالَ لَهُ وَلم تشربون الْخمر وَهِي مُحرمَة عَلَيْكُم وَلم تطأون الزَّرْع بدوابكم وَالْفساد محرم عَلَيْكُم وَلم تستعملون الذَّهَب وَالْفِضَّة وتلبسون الديباج وَهُوَ محرم عَلَيْكُم فَقَالَ لَهُ انتصرنا بِقوم من الْأَعَاجِم حِين قل أنصارنا وَلنَا عبيد وَاتِّبَاع فعلوا ذَلِك على كره منا فَأَطْرَقَ النوبي مَلِيًّا ثمَّ قَالَ لَيْسَ كَمَا ذكرت وَلَكِن أتتم قوم استحللتم مَا حرم الله عَلَيْكُم وظلمتم فِيمَا ملكتم فسلتكم الله الْعِزّ بذنوبكم وَالله فِيكُم نقمة لم تبلغ غايتها وأخاف أَن يُصِيبكُم الْعَذَاب وَأَنْتُم ببلدي فيصيبني مَعكُمْ وَإِنَّمَا الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام فتزودوا مَا احتجتم وَانْصَرفُوا عَن بلدي
الأَصْل الثَّالِث فِي كليات مَا تحفظ بِهِ الشَّرِيعَة تشيدا لركن الْملك بِهِ وَهِي الضروريات الْخمس الْمُتَّفق على رعايتها فِي جَمِيع الشَّرَائِع الدّين وَالنَّفس وَالْعقل والنسل وَالْمَال لِأَن مصَالح الدّين وَالدُّنْيَا مَبْنِيَّة على الْمُحَافظَة عَلَيْهَا بِحَيْثُ لَو انخرمت لم يبْق للدنيا وجود من حَيْثُ الْإِنْسَان الْمُكَلف وَلَا

اسم الکتاب : بدائع السلك في طبائع الملك المؤلف : ابن الأزرق    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست