responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أم القرى المؤلف : الكواكبي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 91
وَمِنْهُم جمَاعَة لم يرْضوا بِالشَّرْعِ الْمُبين، فابتدعوا أحكاماً فِي الدّين سَموهَا علم الْبَاطِن، أَو علم الْحَقِيقَة، أَو علم التصوف، علما لم يعرف شَيْئا مِنْهُ الصَّحَابَة والتابعون وَأهل الْقُرُون لأولى الْمَشْهُود لَهُم بِالْفَضْلِ فِي الدّين. علما نزعوا مسائلة من تأويلات الْمُتَشَابه من الْقُرْآن، مَعَ أَن الله تَعَالَى امرنا أَن نقُول فِي الْمُتَشَابه مِنْهُ (آمنا بِهِ، كل من عِنْد رَبنَا) ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله} ، وَقَالَ عز شَأْنه فِي حَقهم: {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا فَأَعْرض عَنْهُم حَتَّى يخوضوا فِي حَدِيث غَيره} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تقف مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم} وَقَالَ تَعَالَى {فاستقم كَمَا أمرت} وَقَالَ تَعَالَى: {فليحذر الَّذين يخالفون عَن أمره أَن تصيبهم فتْنَة} .
وانتزع هَؤُلَاءِ المداجون أَيْضا بعض تِلْكَ المزيدات من مشكلات الْأَحَادِيث والْآثَار، وَمِمَّا جَاءَ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من قَول على سَبِيل الْحِكَايَة، أَو عمل على سَبِيل الْعَادة، أَي لم يكن ذَلِك مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام على سَبِيل التشريع، أَو من الْأَحَادِيث الَّتِي وَضعهَا أساطينهم أغراباً فِي الدّين لأجل جذب الْقُلُوب، كَمَا ورد فِي الحَدِيث وَمَعْنَاهُ: (يفتح بِالْقُرْآنِ على النَّاس حَتَّى يقرأه الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ وَالرجل، فَيَقُول الرجل قد قَرَأت الْقُرْآن فَلم أتبع، لأقومن بِهِ

اسم الکتاب : أم القرى المؤلف : الكواكبي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست