responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أم القرى المؤلف : الكواكبي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 85
تَمْيِيز الْحَد الْفَارِق بَين مراتبها فِي المخلوقين، وَبَين مراتبها المختصة بِهِ تَعَالَى.
الثَّانِي: مَا نطقت بِهِ الشَّرَائِع من تَفْوِيض الله تَعَالَى بعض الْأُمُور إِلَى الْمَلَائِكَة، واستجابة دُعَاء المقربين، وإكرامه تَعَالَى بعض عباده الصَّالِحين، ووعده بِقبُول شَفَاعَة من يَأْذَن لَهُم بهَا يَوْم الْقِيَامَة، فَالْتبسَ على الجهلاء التَّفْرِيق بَين هَذِه وَبَين التَّصَرُّف.
الثَّالِث: هُوَ كَون التَّعْظِيم مدرجة طبيعية للإغراق والتغالي، ومطية سريعة السّير لَا يلتوي عنانها عَن تجَاوز الْحُدُود إِلَّا برغم الطَّبْع وتوفيق الله، وَلذَلِك قاسى الرُّسُل ألو الْعَزْم الشدائد فِي كبح جماح النَّاس عَن إشراكهم معظميهم مَعَ الله فِي مرتبَة بعض صِفَاته الْعليا، وركبوا متون المصاعب والعزائم فِي إرجاع النَّاس إِلَى حد الِاعْتِدَال؛ وشددوا النكير على إطراء النَّاس إيَّاهُم؛ وحذروا وانذروا من مقاربة مظان الشّرك، حَتَّى الْخَفي الَّذِي يدب دَبِيب النَّمْل.
وَمن الْمَعْلُوم عندنَا أَن نَبينَا عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام لبث عشرَة أَعْوَام يقاسي الْأَهْوَال فِي دَعوته النَّاس إِلَى التَّوْحِيد فَقَط، وسمى أمته الْمُوَحِّدين، وَأنزل الله الْقُرْآن ربعه فِي التَّوْحِيد؛ وتأسس دين الله على كلمة (لَا إِلَه إِلَّا الله) و، وَجعلت أفضل الذّكر

اسم الکتاب : أم القرى المؤلف : الكواكبي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست