يَقُول السَّيِّد الفراتي: انه بعد تفرق الجمعية بِنَحْوِ شَهْرَيْن، ورد إِلَيّ من الصاحب الْهِنْدِيّ كتاب يذكر فِيهِ أَنه بعد مُفَارقَته مَكَّة المكرمة اجْتمع بأمير جليل فَاضل من أعاظم نبلاء الْأمة وَرِجَال السياسة. فاستطلع رَأْي الْأَمِير فِي خُصُوص النهضة الإسلامية , بعد أَن دَار بَينهمَا حَدِيث طَوِيل تحقق من خلاله سمو فكر الْأَمِير والتهاب غيرته، ذكر لَهُ إطلاعه على سجل جمعية أم الْقرى وَأَشْيَاء من مذاكراتها ومقرراتها، فاظهر الْأَمِير سروره من الْخَبَر وشديد شوقه للإطلاع على السّجل الَّذِي ذكره لَهُ، فعندئذ وعده بإعارته نُسْخَة من السّجل ثمَّ أرسلها لَهُ. وَبعد أَيَّام تلاقيا فدارت بَينهمَا المحاورة الْآتِيَة:
قَالَ الْأَمِير: أشكرك أَيهَا الْمولى الصاحب على هَذِه الْهَدِيَّة العزيزة، وَيَا لَذَّة لَيْلَة أحييتها فِي مطالعة تِلْكَ المذاكرات النفسية الَّتِي لم أتمالك أَن أتركها تِلْكَ اللَّيْلَة حَتَّى أتيت على آخرهَا، ثمَّ فِي الْأَيَّام التالية