responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 83
وجوب السياسة

وأحق النَّاس وأولاهم بأمل مَا يجْرِي عَلَيْهِ تَدْبِير الْعَالم من الْحِكْمَة وَحسن واتقان السياسة وَأَحْكَام التَّدْبِير الْمُلُوك الَّذين جعل الله تَعَالَى ذكره بِأَيْدِيهِم أزمة الْعباد وملكهم تَدْبِير الْبِلَاد واسترعاهم أَمر الْبَريَّة وفوض إِلَيْهِم سياسة الرّعية ثمَّ الأمثل فالأمثل من الْوُلَاة الَّذين أعْطوا قياد الْأُمَم واستكفوا تَدْبِير الْأَمْصَار والكور ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ من أَرْبَاب النعم وسواس البطانة والخدم ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ من أَرْبَاب الْمنَازل ورواض الْأَهْل والولدان فَإِن كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ رَاع لما يجوزه كنفه ويضمه رَحْله ويصرفه أمره وَنَهْيه وَمن تَحت يَده رَعيته
وَيحْتَاج أَصْغَرهم شَأْنًا وأخفهم ظهرا وأرقهم حَالا وأضيقهم عطنا وَأَقلهمْ عددا من حسن السياسة وَالتَّدْبِير وَمن كَثْرَة التفكير وَالتَّقْدِير وَمن قلَّة الإغفال والإهمال وَمن الْإِنْكَار والتأنيب والتعنيف والتأديب وَالتَّعْدِيل والتقويم إِلَى جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْملك الْأَعْظَم
بل لَو قَالَ قَائِل الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هَذَا من التيقظ والتنبيه وَمن التعرف والتجسس والبحث والتنقير والفحص والكشيف أَو من استشعار الْخَوْف والوجل ومجانبة الركون والطمأنينة والإشقاق من انفتاق

اسم الکتاب : السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست