responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 110
صرفه احْتَاجَ إِلَى غَيره بَدَلا مِنْهُ وخلفا عَنهُ وَغَيره مثله أَو قريب مِنْهُ وَإِذا استمرت بِهِ هَذِه الْعَادة أوشك أَن يبْقى بِلَا خَادِم بل يَنْبَغِي لَهُ أَن يُقرر فِي قُلُوب خدمه أَن أحدا مِنْهُم لَا يجد إِلَى مُفَارقَة رَحْله وَالْخُرُوج عَن دَاره وكنفه سَبِيلا فَإِن ذَلِك أتم للمرؤة وأدل عل الْوَفَاء وَالْكَرم
وَبعد فَإِن الْخَادِم لَا يتوالى وَلَا يناصح وَلَا يشفق وَلَا ينظر وَلَا يحْتَاط وَلَا يحامي وَلَا يذب حَتَّى يتَحَقَّق عِنْده وَيصِح لَدَيْهِ أَنه شريك صَاحبه فِي نعْمَته وقسيمه فِي ملكه وجدته حَتَّى يَأْمَن الْعَزْل وَلَا يحذر الصّرْف
وَمَتى ظن الْخَادِم أَن أساس حرمته غير واطدة ووشائج ذمامه غير راسخة وَإِن مَكَانَهُ نَاب بِهِ عِنْد الذَّنب يُوَافقهُ والحزم يُفَارِقهُ كَانَ مقَامه على صَاحبه كعابر سَبِيل فَلَا يَعْنِي بِمَا عناه وَلَا يهتم بِمَا عراه وَلم يكن همته إِلَّا ذخيرة يعدها ليَوْم جفوة صَاحبه وظهره يرجع إِلَيْهَا عِنْد نبوته وأزورار جَانِبه وَليكن عِنْد الصاحب لخدمه دون صرفهم وإخراجهم وَسوى نبذهم وإطراحهم منَازِل من الاستصلاح والتقويم فَمن استقام لَهُ بالتأديب عوجه واعتدل بالثقاف أوده فليشدده يدا ويوسعه عِنْد الزلة عفوا
وَمن رَاجع الذَّنب بعد التَّوْبَة وَنقض الْعَهْد بعد الْإِنَابَة فليذقه طرفا من الْعقُوبَة وليمسه بِبَعْض السطوة وَلَا ييأسن من رشده مَا لم تنْحَل عقدَة حَيَاته ويكاشف بإصراره وَمن عَصَاهُ مَعْصِيّة صلعاء يلتف دونهَا أَو جنى

اسم الکتاب : السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست