responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 95
تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر» [1] وقد يتبادر إلى الذهن أن الوزارة كوظيفة إدارية كانت معروفة في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلم، ولكن يبدو أن ما ورد من روايات في ذلك لم تعد كونها معاني عامة لكلمة وزير المعروفة قديما، والتي وردت على لسان موسى عليه السّلام: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي [طه: 29، 30] [2] أما الوزارة كوظيفة إدارية ثابتة فنشأت فيما بعد، وتبلورت في زمن العباسيين [3] ، ولذا قال الحاكم (ت 405 هـ) عبارته الدقيقة: «كان أبو بكر.. مكان الوزير» [4] فهو يعمل عمل الوزير دون أن يسمى وزيرا، قال ابن خالدون (ت 808 هـ) :
«كان يشاور أصحابه، ويفاوضهم في مهماته العامة والخاصة، ويخص أبا بكر بخصوصيات أخرى، حتى كان العرب الذين عرفوا الدول وأحوالها من كسرى وقيصر والنجاشي يسمون أبا بكر وزيره، ولم يكن لفظ الوزير يعرف بين المسلمين لذهاب الملك بسذاجة الإسلام» [5] وبهذا المعنى كان أبو بكر يفوض عن النبي صلّى الله عليه وسلم في بعض القضايا، فقد روى البخاري (ت 256 هـ) أن امرأة أتت النبي صلّى الله عليه وسلم وطلبت أن تعود، فقال لها النبي صلّى الله عليه وسلم: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» [6] . ويفيد النص أن أبا بكر كان يفوض من قبل النبي صلّى الله عليه وسلم في تصريف شؤون الدولة وتلبية حاجات المواطنين.
لقد أشارت المصادر إلى مجموعة من الوظائف الإدارية المرتبطة برئيس الدولة (منها:
أن بعض المسلمين كان يعمل حاجبا لرسول الله) فكان يقوم هؤلاء بالإذن عليه في بعض الأوقات، وهناك إشارات تبين أن سفينة ورباح الأسود (من موالي رسول الله) وأنس بن مالك (ت 91 هـ) قاموا بهذه المهمة بتكليف من الرسول صلّى الله عليه وسلّم [7] . ولكن يلاحظ أن «الحجابة» هذه لم تكن لها مراسيم وأعراف أو أنظمة معقدة. بل كان

[1] الترمذي، الصحيح (ج 13، ص 142) . قال: «هذا حديث حسن صحيح» . انظر: الخزاعي، تخريج الدلالات (ص 40) .
[2] قال الأصفهاني: «الوزير من الوزر وهو الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل، والوزير: المتحمل ثقل أميره وشغله، انظر: الأصفهاني، المفردات (ص 521) .
[3] انظر تفاصيل ذلك في: الماوردي، الأحكام السلطانية (ص 22- 29) .
[4] الحاكم، المستدرك (ج 3، ص 63) .
[5] ابن خالدون، المقدمة (ص 237) .
[6] البخاري، الصحيح (ج 5، ص 5) .
[7] انظر: الطبري، تاريخ (ج 3، ص 171، 172) . ابن عبد البر، الاستيعاب (ج 1، ص 109) . (ج 2، ص 487) . الخزاعي، تخريج الدلالات (ج 1، ص 51) . الكتاني، التراتيب الإدارية (ج 1، ص 21) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست