responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 243
الفصل السادس إدارة شؤون القضاء

رابعا: الحسبة
قام النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب ما ورد من ايات تأمر بذلك، يقول الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... [ال عمران: 110] وقال: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [ال عمران: 104] [1] وقد أصبحت هذه المهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بعد ولاية مستقلة تسمى ولاية «الحسبة» .
والحسبة- بهذا المفهوم- وظيفة إدارية مارسها النبي صلّى الله عليه وسلم بنفسه، وقلدها غيره [2] ، يروي مسلم (ت 261 هـ) أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يتجول في أسواق المدينة للمراقبة. وأنه مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: «يا صاحب الطعام ما هذا؟» فقال: أصابته السماء يا رسول الله، قال النبي صلّى الله عليه وسلم: «أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟» ثم قال: «من غش فليس منا» [3] . وذكر البخاري (ت 256 هـ) قول ابن عمر (ت 73 هـ) : «أنهم كانوا- أي الصحابة- يشترون الطعام من الركبان على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فبعث إليهم من يمنعهم أن يبيعوه حتى يؤووه إلى رحالهم» [4] ، وذكر مسلم (ت 261 هـ) قول سالم بن عبد الله أن أباه قال: «وقد رأيت الناس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا ابتاعوا الطعام جزافا يضربون في أن يبيعوه في مكانهم، وذلك حتى يؤووه إلى رحالهم» [5] فكانت مراقبة الأسواق جزا من مهام المحتسب، وفي فترة لاحقة استعمل النبي صلّى الله عليه وسلم بعض أصحابه للقيام بهذه المهمة، فاستعمل سعيد بن العاص بن أمية (ت 9 هـ) على سوق مكة بعد الفتح [6] ، وكان أول موظف محتسب في الإسلام، كما استعمل

[1] انظر: الطبري، تفسير (ج 7، ص 90- 92) . القرطبي، الجامع (ج 4، ص 165، 166) . السيوطي، الدر المنثور (ج 2، ص 288، 290) .
[2] أبو سن، الإدارة في الإسلام (ص 40) .
[3] مسلم، الصحيح (ج 1، ص 99) .
[4] البخاري، الصحيح (ج 3، ص 87، 95) وانظر: مسلم بشرح النووي (ج 10، ص 162، 164) .
[5] مسلم بشرح النووي (ج 10، ص 170) .
[6] ابن عبد البر، الاستيعاب (ج 2، ص 621) ، القلقشندي، صبح الأعشى (ج 5، ص 452) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست