responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 240
الفصل السادس إدارة شؤون القضاء

ثالثا: المظالم
كان حلف الفضول الذي عقدته قريش في دار ابن جدعان لرد المظالم التي تقع في مكة دليلا واضحا على وجود المظالم في الجاهلية [1] ، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم قد حضر هذا الحلف قبل النبوة، ثم أقره بعدها فقال: «لا يزيده الإسلام إلا شدة» [2] ، وروى أحمد (ت 241 هـ) قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم وإني أنكثه» [3] ، وهذا يفيد أن إقرار النبي صلّى الله عليه وسلم له يجعله في حكم وكأنه كان. بعد الإسلام، يقول الماوردي (ت 450 هـ) : «إلا أنه صار بحضور رسول الله صلّى الله عليه وسلم له، وما قاله في تأكيد أمره حكما شرعيّا وفعلا نبويّا» [4] .
وتشعر الروايات بأن نظر أمر المظالم- في هذه الفترة- كانت داخلة في القضاء، فتذكر المصادر أن النبي صلّى الله عليه وسلم- وهو قاضي المسلمين في المدينة- قد نظر المظالم في الشرب الذي تنازعه الزبير بن العوام (ت 36 هـ) ورجل من الأنصار فحضره بنفسه وقال: «اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك» ، فقال الأنصاري: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن كان ابن عمتك، فتلون وجهه ثم قال: «اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجذر- أصل الحائط- ثم أرسل الماء إلى جارك» [5] قال الزهري (ت 124 هـ) :
«واستوفى النبي صلّى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار

[1] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 122) . ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 126- 128) . ابن حبيب، المحبر (ص 167) . المنمق (ص 45- 50) . اليعقوبي، تاريخ (ج 3، ص 17، 18) . الفاسي، شفاء الغرام (ج 2، ص 99، 100) .
[2] أحمد، المسند (ج 2، ص 207) . الدارمي، السنن (ج 2، ص 243) . أبو داود، السنن (ج 3، ص 338) .
[3] أحمد، المسند (ج 1، ص 190، 193) . وانظر: ابن هشام، السيرة (م 1، ص 122) . ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 126- 128) . ابن حبيب، المحبر (ص 167) . المنمق (ص 45- 50) . ويبدو أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقصد بحلف المطيبين حلف الفضول، وهو الذي حضره النبي صلّى الله عليه وسلم وكان كثير من المشتركين في حلف المطيبين قد اشتركوا في حلف الفضول.
[4] الماوردي، الإحكام (ص 268) .
[5] الترمذي، الصحيح (ج 6، ص 118) ، النسائي، السنن (ج 4، ص 238، 239) . الماوردي، الأحكام (ص 77) . النويري، نهاية الأرب (ج 6، ص 268) . الشوكاني، نيل الأوطار (ج 9، ص 177) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست