اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى الجزء : 1 صفحة : 162
الوصية والعرية والواطئة والنائبة» [1] .
وكان النبي صلّى الله عليه وسلم ينفق من مال الصدقة على الأعراب لسدّ حاجاتهم، وحمل الدماء عنهم، وهذا ضمن الأصناف الثمانية التي ذكرتهم الاية ... وَالْغارِمِينَ ...
[التوبة: 60] [2] وذكر أبو عبيد (ت 224 هـ) قول قبيصة بن المخارق: «أنه جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسأله أن يعينه في حمالة (الدية) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أقم حتى تأتينا الصدقة، فإما أن نعينك، وإما أن نحملها عنك» [3] ، ويعقب أبو عبيد على ذلك بقوله: «قبيصة من أهل نجد وليس من أهل الحاضرة، ولا ممن هاجر إلى المدينة، فرأى له رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن حمل الدماء، لإصلاح الفتق حقّا من مال الصدقة» [4] .
لم يلجأ النبي صلّى الله عليه وسلم إلى فرض ضرائب إضافية- بأي شكل من الأشكال- بل كان يدعو إلى التبرع كلما احتاجت الدولة إلى ذلك، وتذكر المصادر أن النبي صلّى الله عليه وسلم حذر من إرهاق الرعية بالضرائب، فقال: «لا يدخل الجنّة صاحب مكس» [5] ، وقال: «إن صاحب المكس في النار» [6] ، وقال: «إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه» [7] أما «الخراج» - أي ضريبة الأرض- فقد وردت في معاجم اللغة بمعنى الإتاوة والجزية والمال المفروض على الأرض [8] ، والخرج والخراج واحد، وهو شيء يخرجه القوم في السنة من مالهم بقدر معلوم، والخراج غلة العبد والأمة [9] ، وقال الزجاج (ت 311 هـ) : «الخراج:
الفيء، والخراج: الضريبة والجزية، وقيل للضريبة التي فرضت على رقاب أهل الذمة:
«خراج» [10] وجاء الخراج بمعنى الكراء والأجر والثواب» [11] .
وأما المدلول الاصطلاحي لكلمة «خراج» فلا يخرج من المدلول اللغوي، إذ [1] الوصية: ما يوصي به أربابها، العرية: ما يعرى للصلات، الواطئة: ما تأكله السابلة منهم، النائبة: ما ينوب صاحبها من الحوائج. انظر: الماوردي، الأحكام السلطانية (ص 117) . [2] راجع سورة التوبة (اية: 60) . [3] أبو عبيد، الأموال (ص 328) . [4] م. ن (ص 329) . [5] أبو عبيد، الأموال (ص 704، 705) . أحمد، المسند (ج 4، ص 143، 150) الدارمي، السنن (ج 1، ص 393) . أبو داود، السنن (ج 3، ص 349) . [6] أبو عبيد، الأموال (ص 704، 705) . أحمد، المسند (ج 4، ص 109) . [7] أبو عبيد، الأموال (ص 704، 705) . أحمد، المسند (ج 4، ص 224) . [8] الفيروز أبادي، القاموس (ج 1، ص 191) . ابن منظور، اللسان (ج 2، ص 251، 252) . [9] المصادر والصفحات نفسها. [10] المصادر والصفحات نفسها. [11] أبو عبيد، الأموال (ص 268) . الماوردي، الأحكام (ص 142) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى الجزء : 1 صفحة : 162