responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 109
«ابن اللتبية» [1] عندما بعثه على عمل فجاء، فقال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فغضب النبي صلّى الله عليه وسلم وقال قولته المشهورة التي تبين أن الوظيفة العامة تكليف ومسؤولية وليست مغنما ومكسبا: «ألا جلس في بيت أمه، فينظر أيهدى إليه أم لا؟» [2] ويلاحظ أيضا أن الرقابة كانت تتركز في الأمور المالية وعلى عمل الولاة تجاه الرعية خاصة.
كان لهؤلاء الولاة مجموعة من الحقوق ضمنتها لهم الدولة، فلهم الطاعة في المعروف كما يتضح من قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني» [3] ، فربط طاعة الولاة بطاعة الله ورسوله؛ ولا سيما في البيئة العربية القبلية التي لا تعرف الطاعة، قال ابن حجر «ت 852 هـ» : «قيل: كانت قريش، ومن يليها من العرب، لا يعرفون الإمارة، فكانوا يمتنعون على الأمراء، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم هذا القول ... » [4] ،
وكان على الرعية أن تنصح لأمرائها. ويشير إلى ذلك البخاري (ت 256 هـ) ، ومسلم (ت 561 هـ) في رواية لهما عن النبي صلّى الله عليه وسلم حيث يقول: «الدين النصيحة» ، قلنا: لمن يا رسول الله؟. قال: «لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» [5] .
وقد ضمنت الدولة لهؤلاء الولاة حقوقا مادية، فكان يعين لكل منهم راتبا يكفيه، وتشير الروايات إلى أن أول راتب محدد كان لعتاب بن أسيد (ت 13 هـ) والي مكة، فقد رزقه النبي صلّى الله عليه وسلم درهمين عن كل يوم (راتب يومي) [6] نظير إدارته، فقال لأهل مكة: «أصبت في عملي الذي استعملني رسول الله صلّى الله عليه وسلم بردين معقدين كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا، فقد رزقني رسول الله صلّى الله عليه وسلم كل يوم درهمين فلا أشبع الله بطنا لا يشبعه كل يوم درهمان» [7] وكان هناك بعض

[1] البخاري، الصحيح (ج 2، ص 160) ، (ج 9، ص 36، 88) .
[2] أحمد، المسند (ج 5، ص 423، 424) . البخاري، الصحيح (ج 2، ص 160) . (ج 9، ص 36، 88) . مسلم بشرح النووي (ج 12، ص 220) . أبو داود، السنن (ج 3، ص 354، 355) .
[3] أحمد، المسند (ج 2، ص 244، 252، 253) . النّسائي، السنن (ج 7، ص 154) . ابن حجر، فتح الباري (ج 27، ص 131) . مسلم بشرح النووي (ج 12، ص 223) .
[4] ابن حجر، فتح الباري (ج 27، ص 131) .
[5] البخاري، الصحيح (ج 1، ص 22) . مسلم بشرح النووي (ج 12 ص 26- 27) .
[6] العدوي، نظم (ص 194) . أبو سن، الإدارة (ص 27) .
[7] ابن عبد البر، الاستيعاب (ج 13، ص 1023، 1024) . ابن الأثير، أسد الغابة (ج 3، ص 358، 359) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست