responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 107
«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل ... » [1] .
لقد كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعرف طاقات أصحابه معرفة دقيقة، ويتضح ذلك مما رواه الترمذي (ت 279 هـ) عن النبي صلّى الله عليه وسلم حيث قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جبل، وأحزمهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح» [2] ، وكانت هذه الإشارة من النبي صلّى الله عليه وسلم توجّه الأمة لمعرفة خصائص كل واحد منهم للإفادة من كفاءتهم وقدراتهم في الإدارات المختلفة.
وتشير المصادر إلى الصيغة التي كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يتبعها في تعيين الولاة، فكانت تتم إما بصورة «شفوية» يضمنها النبي صلّى الله عليه وسلم الاختصاصات، ووصايا أخرى، أو تكون بصورة «مكتوبة» كما يتضح من كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم (ت 51 هـ) حين ولاه نجران [3] ، وكتاب النبي صلّى الله عليه وسلم إلى عبادة بن الأشيب العنزي [4] ، ورفاعة بن زيد حين ولاهم على أقوامهم [5] .
ويفترض أن يقوم هؤلاء الولاة بالدور نفسه الذي يقوم به النبي صلّى الله عليه وسلم في إدارة المدينة، فيقوم الوالي بتدبير أمر الجند في بلده، وتنظيمهم وقيادتهم في جهاد من يليه من الكفار، والنظر في الأحكام، وفض المنازعات، وجباية الخراج والزكاة والجزية، وحماية أمر الدين، وتطبيق الحدود. وتعليم الناس الإسلام وإمامتهم في الصلاة إلى غير ذلك من الأمور [6] .
ويلاحظ أن هذه المهمات قد اتضحت من خلال كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم إلى عمرو بن

[1] البخاري، الصحيح (ج 13) . مسلم، الصحيح (ج 2، ص 715) .
[2] الترمذي، الصحيح (ج 13، ص 202) .
[3] ابن هشام، السيرة (م 2، ص 594- 596) . وانظر: الطبري، تاريخ (ج 3، ص 128، 129) (ابن إسحاق) . القلقشندي، صبح الأعشى (ج 10، ص 9) . المقريزي، إمتاع (ص 501، 502) . ابن طالون الدمشقي، أعلام السائلين (ص 135- 138) . حميد الله، مجموعة الوثائق، وثيقة رقم (105) ، (ص 206- 209) .
[4] ابن الأثير، أسد الغابة (ج 3، ص 104) . ابن حجر، الإصابة (ص 267) ، حميد الله، مجموعة الوثائق، وثيقة رقم (234) ، (ص 223) .
[5] ابن هشام، السيرة (م 2، ص 596) . ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 354) . الطبري، تاريخ (ج 3، ص 140) (ابن إسحاق) .
[6] ابن هشام، السيرة (م 2، ص 594- 596) . البلاذري، أنساب (ج 1، ص 89، 97) . فتوح، (ص 95) . الماوردي، الأحكام السلطانية (ص 302) .
اسم الکتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : أحمد عجاج كرمى    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست