responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي    الجزء : 1  صفحة : 206
ولهذا تنتفي صفة الحضارة الحقيقية، ويشهد لذلك تخبط أهل تلك البلاد في أمور حياتهم، وظهور الفسوق في مجتماعتهم، وأنهم يأتون المنكر في نواديهم.
إن الإسلام نظام تقدمي، ولا يعيبه أنه لم ينهض به أهله في الأزمان المتأخرة؛ لما أصابهم من أحوال الضعف والتفكك، ولِما أصابهم من عسف المستعمرين الذين دخلوا إلى أراضيه بالقوة والعنف، فعاثوا فيها الفساد ردحا طويلا من الزمن، ولو كان المستعمرون ذوي حضارة كما يزعمون لتركوا في البلاد التي احتلوها أثارة من الخير، ولكنهم كانوا كما وصفهم أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله:
وللمستعمرين وإن ألانوا ... قلوب كالحجارة لا ترق
أما المسلمون فإنهم حين فتحوا البلاد التي دخلوها أيام عزتهم فقد تركوا من أسباب الخير لهذه البلاد ما يجل عن الوصف والتاريخ يشهد على ذلك.
ولقد كتب بعض مفكري عصرنا يقول:
"هناك عدة نقاط يسوقها أعداء الإسلام للتشكيك في صلاحيته كفلسفة شاملة في عصرنا الحديث. وأول ما يدعي من ذلك أن الإسلام الذي كان صالحا للبدو الحفاة قبل أربعة عشر قرنا لم يعد يصلح في عهد المدنية والحضارة والآلية عصر الصواريخ والذرة والتكنولوجيا، وأنه لا مناص من هذه حتى يمكننا أن نتحضر ظنا منهم أن الإسلام يحرم البشر من ثمرات الحضارة الحديثة والأخذ بوسائل المدنية وهي دعوى لا يقول بها إلا من لم يعرف تاريخ هذا الدين وحضارته.
حقا نزل الإسلام في قوم من البدو بلغ من جفوتهم وغلظتهم أن قال الله تعالى في وصفهم: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ

اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست