اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 197
ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
ولا تزال ريح السموم التي تهب من الغرب الحاقد ترمي بلاد الإسلام بألوان الزيف والبهتان كي تعمي الأبصار عن حقيقة الأشياء، فيتيه الغلمان والفتيان، بخداع بريق البهتان، ويضيع سبيل الحق. لكن بصيص النور الخافت -نور الإيمان- يتلألأ في بعض الاحيان؛ ليهدي إلى بَر الأمان، وكذلك صوت العلماء، وعلماء الدين يعلو في بعض الأحيان؛ ليدل الناس على سبيل الحق ويبعدهم عن مواطن الزلل ومهاوي الضياع. ونذكر من هذه المنكرات التي يصدرها الغرب إلينا ما يلي:
1- تصدير العقائد الزائغة وتأليه الدولة:
يموج العصر الحديث بمذاهب متعددة في كل مجالات الحياة، والسمة الغالبة على معظم هذه المذاهب هي المادية النفعية التي تظهر تحت أسماء مختلفة مثل: المذهب التجريبي، والوضعية المنطقية، والوجودية، والمادية الجدلية، ومذهب التطور أو النشوء والارتقاء، وغيرها من الأسماء التي تعرفها المحافل العلمية والفلسفية في علوم الطبيعة والنفس والاقتصاد وغيرها من العلم، ولكنها في النهاية تعكس لدى معتنقيها فكرًا غلابًا أساسه الإيمان بالمادة[1].
إن الهمجية الاستعمارية الأوربية التي تعرض لها الشرق الإسلامي في العصر الحديث كانت رغم أعلامها السياسية ورايتها العسكرية وأهدافها الاقتصادية ذات مضمون تبشيري فكري واضح؛ هدفه استبدال الفكر الغربي المادي بالفكر الإسلامي، وتصوير فكرنا لدى الأجيال الناشئة الحائرة بأنه سبب تخلفنا، مع الربط بين تقدمهم المادي والفكر الذي يروجون له في [1] د/ عبد البديع عبد العزيز الخولي، مقال بعنوان: القضاء والقدر، من كتاب الدراسات الدينية للتأهيل التربوي، مقرر "101د" ص205، "بتصرف" إلى ص 215.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 197