اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 149
شجاعة غلام: 1
الحجاج بن يوسف الثقفي "وكان معروفا بالظلم والقسوة والقتل" بينما كان جالسا في منضرة له وعنده وجوه أهل العراق أتي بصبي من الخوارج عليه له من العمر نحو بضع عشرة سنة، فلما أدخل عليه لم يعبأ بالحجاج بن يوسف ولم يكترث به، وإنما صار ينظر إلى بناء المنظرة وما فيها من العجائب، ويلتفت يمينا وشمالا، ثم اندفع يقول: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} وكان الحجاج متكئا فاستوى في مقعده، وقال: يا غلام إني أرى لك عقلا وذهنا أحفظت القرآن؟ فقال الغلام: أو خفت عليه من الضياع حتى
1 المصدر السابق، ص39.
ويؤخذ من هذا الحديث:
1- أن العباد بغير علم يضر نفسه وغيره.
2- فيه قبول توبة القاتل عمدا، وهو مذهب جمهور العلماء فيه، وإن كان شرعًا لمن قبلنا فقد قرره شرعنا؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ} إلى قوله: {إِلاَّ مَنْ تَابَ} ، وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} فمعناه أن جهنم جزاؤه وقد يجازى بها قد يجازي بغيرها وقد يعفى عنه.
3- وفيه مقاطعة إخوان السوء ما داموا على حالهم، ومخالطة أهل الخير ومن ينتفع بصحبته.
4- وفيه تحكيم الخصمين عند الخلاف من يفصل بينهما.
5- وفيه أن الذنوب وإن عظمت فعفو الله أعظم وإن صدقت توبته حقت رحمته"[1]. [1] المصدر السابق ص23، 24.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 149