اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 139
مجاهد قال؟: "ما من يوم إلا يقول: ابنَ آدم قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم، فانظر ماذا تعمل في فإذا انقضى طواه ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذي يفض ذلك الخاتم يوم القيامة، ويقول اليوم حين ينقضي: الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها. ولا ليلة تدخل على الناس إلا قالت كذلك"، وبإسناده عن مالك بن دينار قال: كان عيسى عليه السلام يقول: "إن هذا الليل والنهار خزانتان فنظروا ما تضعون فيهما"، وكان يقول: "اعملوا الليل لما خلق له، واعملوا النهار لما خلق له"[1]. [1] المصدر السابق، ص7. رياضة الباطن:
وعلى الإنسان المسلم أن يروض نفسه على الطاعات، ولا يحصل ذلك إلا بدوام الفكر في الله تعالى وفي صفاته، ويذكره سبحانه تعالى، ولن يتيسر دوام الذكر والفكر إلا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر الضرورة، والاكتفاء منها بقدر الحاجة، وكل ذلك لا يتم إلا باستغراق أوقات الليل والنهار في وظائف الأذكار، ولكن النفس لا تصبر على فن واحد لما جلبت عليه من السآمة والملال، بل إنها إذا ردت على نمط واحد أظهرت الملا والاستثقال، وأن الله تعالى لا يمل حتى يمل الإنسان، فلا بد للإنسان أن يتلطف بنفسه بأن يروح بها من فن إلى فن ومن نوع إلى نوع، فذلك نوع من الرياضة النفسية لتطهير نوازع النفس وتطهير الأبدان من كل ملال. وعلى قدر الاستطاعة يحاول أن يستغرق كل أوقاته التي يفرغ فيها من عمله وسعيه في تأدية العبادة المتنوعة بحسب الأوقات المختلفة، فالله سبحانه وتعالى يقول لرسول صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] ، وقال: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 139