اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 136
خلقًا حسنًا"[1].
ثم يوضح الغزالي له معنى التربية بقوله: "ومعنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك، ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع؛ ليحسن نباته، ويكمل ريعه[2]، ولا بد للسالك من شيخ يربيه ويرشده إلى سبيل الله تعالى؛ لأن الله أرسل للعباد رسولا للإرشاد إلى سبيله، فإذا ارتحل صلى الله عليه سلم فقد خلف الخلفاء في مكانه، حتى يرشدوا إلى الله تعالى"[3].
والتلميذ في مدارسنا يحتاج إلى نموذج عملي وقدة يراها متمثلة في شخص معلمه مربيه، ثم هو يأخ التقليد والمحاكاة أكثر مما يأخذ بالنصح والإرشاد، وعلى هذا فإن نجاح العملية التعليمية يتوقف إلى حد كبير على المعلم أو المربي الذي يقوم بالتعليم والتربية، والذي يحقق بسلوكه وممارساته التربوية الأسوة المطلوبة لتحقيق المنهج التربوي، وهذا المبدأ قد قرره القرآن، فقد أمر الله تعالى نبيه أن يقتدي بهدي من سبقه من الرسل قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90] .
كما أمر الله المؤمنين بالاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ} [الأحزاب: 21] . [1] الغزالي، أيها الولد، بتحقيق علي محيي الدين القره داغي، درا الاعتصام، 1983م ص112. [2] الريع: النماء والزيادة. [3] المصدر السابق، ص113.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 136