responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي    الجزء : 1  صفحة : 108
العناية بالرضاع:
ثم دعا القرآن الكريم إلى اعطاء الطفل حقه كاملًا من الرضاعة فقال سبحانه: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} , فقد أودع الخبير العليم الرءوف الرحيم في صدر الأم الغذاء المثالي الكامل لتغذية أطفالها دون ما نفقات أوأعباء, ونحن نستأنس بقول الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} إلى ندب الأمهات بإرضاع أولادهن بألبانهن التي خلقها الله في صدروهن, من أجل المحافظة على الصحة النفسية والعقلية والجسمية لأطفالهن, وإلى عدم اللجوء إلى التغذية بالألبان الصناعية كلما أمكن ذلك؛ حيث أثبت كبار أطباء العالم المتحضر أن الرضاعة بالألبان الصناعية تؤدي إلى تخلف الأطفال في نموهم, وبصفة خاصة النمو العقلي, إذا ما استمرت حتى الفطام؛ لأنها ألبان لم تخلق لتغذية أطفال بني الإنسان[1].
وإذا ما اختير للمولود مرضعة غير أمه وجب أن تكون سليمة العقل والجسم, وفي ذلك يقول الرسول الكريم -عليه أفضل الصلاة وأزكى التحية وأتم التسليم: "لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء, فإن اللبن يعدي" وأن تكون المرضع كذلك ذات تقى وخلق حسن, فإن من رضع لبن امرأة غلب عليه طبعها وخلقها[2].
ونحن إذا ما ذهبنا نتحدث عن حق الطفل في الإنفاق عليه, أو في رعايته دينيًّا وجسيمًّا وفكريًّا ونفسيًّا, أو في توجيهه وتزويده بالمعارف النافعة, إلى غير ذلك من حقوق كثيرة, لطال بنا المقام دون أن نستوفي الحقوق التي أوجبها الإسلام الذي سبق الدنيا الحديثة في وجوب رعاية الأطفال وحماية الطفولة بما أنزل الله -سبحانه وتعالى- من تشريعات, وبما ألزمنا به من واجبات قبل نابتة البلاد.

[1] محمد مصطفى ضبش: فقه الإسلام في رعاية الأطفال والشباب والمجتمع المسلم, ص17، 18، طبعة أولى "1414هـ-1994م" بدون.
[2] المصدر السابق نفسه.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست