المبحث الثالث: الأسس التي وضعها لاختيار الزوجين
...
المبحث الثالث: الأسس التي وضعها الشارع لاختيار الزوجين
لا شك أن المرأة هي أساس البيت وعماده فإذا كانت المرأة صالحة صلح البيت، وإذا كانت فاسدة فسد البيت، ولهذا يجب على الرجل أن يفكر طويلاً في اختيار الزوجة، وأن يحكم العقل لا مجرد العاطفة بل لا بد من التأني والروّية في اختيار الزوجة، ومعلوم أن أكثر المشاكل والخلافات الزوجية تعود إلى سوء اختيار الزوجة وإلى سوء اختيار الزوج فما هي الأسس التي وضعها الشارع الحكيم في هذا الأمر.
نبدأ أولاً بالأسس التي تراعى عند اختيار الزوجة هي:
أولاً: أن تكون الزوجة ذات دين، متدينة، متمسكة بدينها، وقد رسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم وبين لنا هذا الطريق بقوله في الحديث المتفق عليه: "تنكح المرأة لأربع، لمالها ولجماها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" [1] .
فهذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم باختيار ذات الدين وأن من ظفر بذات الدين فليتمسك بها ولا يعدل عنها، لأن المرأة الصالحة تقوم بواجبها خير قيام من تربية أولادها، والقيام بحقوق زوجها، فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكما في الحديث: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (2) [1] رواه البخاري في كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين انظر: البخاري مع الفتح 9/132 رقم 5090 ومسلم كتاب الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين 2/1086 رقم 1466
(2) رواه مسلم كتاب الرضاع باب خير متاع الدنيا 2/1090 رقم 1467