مقدِّمة البحث:
بعد إتمام الصياغة النهائية للمسودة، والاستعراض التام لمباحث الموضوع، واستيفاء الكتابة في جزئياته وكلياته؛ تكون قد اتضحت صورة البحث تمامًا، واكتمل بناؤه العلمي؛ وحينئذ يكون من السهل تحديد النقاط، وحصر المعلومات التي يرغب في تدوينها في المقدمة، فمقدمة البحث هي مطلع الرسالة، وواجهتها الأولى، فلَا بُدَّ أن تبدأ قوية مشرقة، متسلسلة الأفكار، واضحة الأسلوب، متماسكة المعاني، تستميل القارئ، وتجذب انتباهه، والمفروض في الباحث المسلم أن يبدأ المقدمة بالبسملة، والحمد لله، والثناء عليه، متبوعة بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنها مما يندب البدء بها في كل عمل، والأعمال العلمية بخاصة؛ تحقيقًا للحديث النبوي الشريف: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر" [1]؛ أي: مقطوع البركة، فأصبح هذا شعار المؤلفين من علماء الإسلام في مختلف المجالات العلمية النظرية والتطبيقية. ومن الضروري "أن تحتوي المقدمة على الأغراض والأفكار التالية:
أولًا: تحديد موضوع البحث الذي يتصدى الباحث لعرضه ومناقشته في إطار تصوره الأخير. [1] رواه أبو داود، وابن ماجه في سننهما، ورواه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة.