في طريق الرجال والاختلاط بهن في الطريق [344] فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك.
وقال الخلال في جامعه: أخبرني محمد بن يحيي الكحال أنه قال لأبي عبد الله: أرى الرجل السوء مع المرأة؟ قال: صح به وقد أخبر النبي ":
" أن المرأة إذا تطيبت وخرجت من بيتها فهي زانية " (345)
ويمنع المرأة إذا أصابت بخوراً أن تشهد عشاء الآخرة في المسجد [346] فقد قال النبي ": " المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان " [347] .
ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة) اهـ.
فهذه نبذة يسيرة مما ينبغي أن يكون عليه الحاكم المسلم وأن سلطته - بقوة الشرع الذي يجعل طاعته جزء من الدين - تمتد إلى هذه الحدود الواسعة ردعاً للفسقة ومشيعي الفاحشة ومراعاة لقوله ":
" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته "
الحديث [348] . [344] وقد روى أنه رأى رجلاً وامرأة يتكلمان في الطريق - وقد تكون زوجته أو من محارمه - فعلاهما
بالدرة، وقال: (ما وجدتما مكاناً غير هذا تتكلمان فيه؟) فأين أنت يا عمر وأين درتك؟ ما أحوجنا إليكما
الآن! .
(345) أخرجه النسائي وأبو داود والترمذي والحاكم والإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من
حديث أبي موسى الأشعري بلفظ: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية)
وقال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم: صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي. [346] لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ": (أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة)
أخرجه مسلم وأبو عوانة في صحيحيهما وأصحاب السنن وغيرهم. [347] رواه البزار والترمذي والطبري في الكبير وصححه الألباني (إرواء الغليل 1 / 303) رقم (273) . [348] رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما.