اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 57
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} . أمة أخوة الإيمان فيها فوق أخوة النسب، فترابط الناس وأصبحوا أسرة واحدة تمتد أعماقها في كل جنبات المجتمع الإسلامي، يتألم المسلم لألم أخيه، كما يفرح لفرحه يتعاونون على الخير آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، يسودهم البر والتعاطف "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" يتكافأ الناس فيه في الحقوق والواجبات فلا ميزة لحسب أو نسب، ولا لجاه أو سلطان الكل سواء في العبادات والمعاملات لا يتمايز أحدهم عن الآخر إلا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
وهكذا أوجد الإسلام أمة لا يعيش أفرادها لأنفسهم وإنما يعيشون لأمتهم يفدونها بالروح والمال، والزكاة في الإسلام أكبر مظهر من مظاهر التضامن الاجتماعي، الذي يعمل على توحد القلوب وإزالة الأحقاد، وقد أوجب الدين فيه على كل شخص أن يقدم من ماله سنويا قرضا مكتوبا عليه للفقراء ولبناء المرافق العامة في الدولة، هذا فضلا عن الصدقات التي حث عليها القرآن وآثاب فاعليها ثوابا مضاعفا في الدنيا والآخرة {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} وهكذا جعل الإسلام للفقراء حقا معلوما في أموال الأغنياء، ورغب القادرين في التعامل مع الله بالعناية بالضعفاء ومنحهم من أموالهم ما يعينهم على الحياة ويدفع عنهم الحاجة والعوز, وقد تسابق المؤمنون في هذا الميدان حتى رأينا منهم {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وشاعت في المجتمع الإسلامي روح المحبة، الكل يتسابق لإغاثة الملهوف، وتفريج كربة المكروب، وتأمين الخائف، وإشباع الجائع، والمساهمة
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 57