responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم    الجزء : 1  صفحة : 239
فإنما يخضعون لله وحده, ومن ثم يتحررون حقا من عبودية العبيد للعبيد، حين يصبحون كلهم عبيدا لله بلا شريك، وهذا هو مفترق الطريق بين الجاهلية -في كل صورة من صورها- وبين الإسلام[1], والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به، ولا يزيغ عنه" [2] ويقول: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي" [3].
وقد علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه والمسلمين في ربوع دولته كيفية التعامل مع الأفكار والآراء والمواقف التي تعرض لهم، وناقش معهم أبسط الأمور وأعقدها. واتخذ من نفسه مثلا للقضايا التي تخالف طباع الغرب وأهواءهم حتى يقضي على كل خلاف فيها, وكان أسلوب الحوار والاستنتاج أحد الأساليب التي اتبعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتعليم من حوله، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى, ولكني سأحول عرض بعضها فيما يتصل بأمور وقضايا مختلفة.
روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه إلى اليمن قال له: "كيف تصنع إن عرض لك قضاء"؟ قال: أقضى بما في كتاب الله قال: "فإن لم يكن في كتاب الله"؟ قال: فبسنة رسوله الله, قال: "فإن لم يكن في سنة رسول الله"؟ قال: أجتهد رأيي لا ألو. قال معاذ: فضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدري وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله" [4].

[1] انظر في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب جـ1 ص15-18، 555-557 طبع دار الشروق بيروت سنة 1393هـ-1973م.
[2] صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة جـ9 ص122 كتاب الشعب سنة 1379هـ.
[3] جامع بيان العلم "لابن عبد البر" 2/ 180 القاهرة، إدارة الطباعة النيرة.
[4] انظر إعلام الموقعين جـ1 ص243.
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست