اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 153
وسد الثغور وغير ذلك مما يحفظ للأمة قوتها المادية والروحية، ويساعد على بناء الفرد جسديا وتعليميا ويقوي من هيبة الأمة أمام الأعداء فيجعلها مرهوبة الجانب محفوظة المكانة. والله تعالى ليس في حاجة إلى مال الدنيا كله؛ لأنه هو خالقه وواهبه لعباده ولكن ما ينفق في هذه الوجوه يتقبله الله تعالى وكأن عبده قد قدمه إليه, قال تعالى في سورة التوبة:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}
وابن السبيل:
هو المسافر الذي انقطع عن بلده وبعد عنه ماله، واحتاج إلى مال ليقضي حاجته ويقوم بشئونه حتى يعود إلى وطنه، ومن هؤلاء من يذهبون في رحلات طويلة إما لقضاء حاجات الناس، أو للتعرف على أحوال المسلمين، وليس منهم من يكون في نزهة أو رياضة أو عمل غير مشروع مهما كان شكله أو لونه.
وبنظرة دقيقة إلى هذه الأحكام والمواقف الإسلامية يتضح لنا أن الإسلام بمبادئه الإلهية قد حقق الأمان لجميع الناس, وقضى على المغالات في كل شيء, فعلى الرغم من أنه لا يعادي رأس المال إلا أنه يمنع طغيانه واستبداده ولا يعادي الملكية الفردية، ولكنه يمنع تجاوز أصحابها حدودهم، والاستئثار بمالهم. والإسلام يصون الملكيات، وفي نفس الوقت يخفف من الفوارق بين الطبقات بالزكاة والصدقة دون الالتجاء إلى مصادرة الأملاك, ويرى الإسلام أن المساواة المطلقة بين الناس شيء لا يتفق والنواميس الطبيعية؛ لأن من الناس الزكي والغي والقوي والضعيف، وحسن التصرف وسيئه، هذا غير ما هو معروف من اختلافهم في العلم والتعلم وطرق اكتساب الرزق. لذلك لا بد وأن يختلف الناس غنى وفقرا. ولكن ما يشدد عليه الإسلام هو أن
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 153