اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 126
ويبتعد عن الشر إيمانا وطاعة، كما يعمل على البر بأهله وبالناس، يساعد الضعيف، وينصف اليتيم، ويطعم المسكين. لا تجده أبدا في دائرة نفسه، بل يتجاوزها إلى المجتمع بأسره يعطيه ويأخذ منه، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، يرتقي به ضميره مع كل حركة وقول وفعل من أقوال العبادة وأفعالها, فتشتد مخافته من الله في السر والعلانية. فيحيا حياة طيبة، متكاملة في جوانبها الإنسانية، فهو سعيد في نفسه، محترم من أبناء جنسه، موثوق به في قوله وفعله، مرضي عنه من ربه. وبذلك تكتمل سعادته في الدنيا، ويحظى بالأجر العظيم في الآخرة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . وليس هناك شيء في الحياة "كالعبادة" يرفع عن الإنسان هموم الدنيا، ويزيل كرباتها ويخفف من ضيق الصدور عندما تشتد المحن، وتأتي الأيام بما لا قبل للإنسان بمعرفته أو إدراك سره.
العبادات وآثارها النفسية والاجتماعية:
الآثار النفسية والاجتماعية للعبادات أكثر من أن تحصى. ويكفي أن أشير هنا، إلى أن العبادات تربي الضمير الديني عند الإنسان، وذلك الضمير يستمر مع الإنسان يساعده على طرد ما يخالف فطرة الإنسان الطاهرة النظيفة، حتى يصبح هو "أي: الضمير الديني" أساس الضمير النفساني والخلقي. فلا يرى الإنسان في نفسه ومن نفسه إلا ما يرضي ربه، ولا يرى في خلقه إلا ما يتفق وما يقوم به من عبادات تربطه بخالقه. لذلك كانت التربية الإسلامية بالنسبة للأطفال هامة جدا لكي نبني عندهم هذا الضمير الذي منه ستنبثق النفس الإنسانية وتنطلق إلى مجتمعها، تنشر فيه الخير والمحبة والرحمة،
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم الجزء : 1 صفحة : 126