responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم    الجزء : 1  صفحة : 103
إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [سورة هود الآية: 116]
وقد حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين من هذا اليوم فقص عليهم قصة بني إسرائيل قائلا: لما وقع بنو إسرائيل في المعاصي ودخل النقص عليهم في دينهم نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم ولم يمنعهم العصيان عن مخالطتهم، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ففرق كلمتهم وأذلهم وشتت شملهم. ثم قرأ:
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة المائدة الآيتان: 78, 79]
ولكن المسلمين بعد عصر الخلفاء ما لبسوا أن تناسوا هذه التحذيرات والأوامر الإلهية, وتكالبوا على الحكم والسلطان, واتخذوا من شهواتهم وأهوائهم مادة بها يتفاخرون ويتكاثرون, وترك أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمتهم وانصرفوا إلى مادية الحياة ينغمسون فيها كغيرهم، فضعفت دولة الإسلام، وتداعت الأمم عليها كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, ورأينا في عصرنا كل دول الإسلام محتلة من الأجنبي. تنتهبها أفكار غريبة على الإسلام وأهله، وتحركها مبادئ وقوانين تتنافى مع مبادئ الشرع وقوانيه، وسقطت هيبة المسلمين بسقوط حكامهم وعلمائهم وفقهائهم في متاهات الشهوات والرغبات. ولن تعود هيبة المسلمين ويقوى سلطانهم إلا بعودتهم مرة أخرى إلى نظام الحكم الإسلامي القائم على العدل والشورى والمساواة. ذلك النظام الذي يعاتب فيه النبي، ويحاسب ذو الجاه ويخشى الحاكم المحكوم، ويمتثل الظالم لأمر المظلوم.
وكم هي واضحة الدلالة تلك الحادثة التي وقعت مع رسول الله حين اتبع رأيه

اسم الکتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها المؤلف : عبد الرشيد عبد العزيز سالم    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست