فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" رواه البخاري ومسلم.
إنه يرغب أن يكون من أصحاب تلك الغرف في الجنة، الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم، وهو يصف غرفهم وأفعالهم: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام". رواه أحمد.
نعم، إنه يبيت ليله يعبد ربه، يتهجد، يرفع يديه لمولاه، يتضرع بين يديه، والناس مستغرقون في نومهم، يتلذذون به، وهو يناجي ربه.
إنه يطمع أن يوافق ساعة الإجابة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" رواه مسلم.
ويأمل أن يكون من رهبان الليل الذين وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربّكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" رواه الترمذى وابن خزيمة.
ما أجمل تلكم الصورة التي يبيّنها النبي صلى الله عليه وسلم عن الزوجين، وهو يدعو لهما بالرحمة، ويقول: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء" رواه أبو داود.