من قراءة القرآن، فقال له: "عليك بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، ودخر لك في السماء" رواه ابن حبان. وقال صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم.
والمتأمل حال السلف الصالح، يظهر له كيف كان اهتمامهم بهذا الكتاب، وشدة تعلقهم به، فكانوا يقرؤونه ليلا ونهارا، وكان بعض السلف يختم القرآن في ثلاث ليال، وكان الأسود رحمه الله يقرأ القرآن في كل ليلتين من رمضان، وكان قتادة رحمه الله يختمه في كل سبع ليالي، ونقل عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يختمه في رمضان في كل يوم مرتين، وورد أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله إذا دخل رمضان، ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
قال ابن رجب رحمه الله: "إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث ليال، لمن داوم على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، وخاصة الليالي التي ئرجى فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة والمدينة، لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب له الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان".
إن أثمن لحظة في عمر المؤمن، تلك التي يقضيها مع كتاب الله تعالى، يحمله في يديه، ويبصره بناظريه، يقرأ آياته، ويتدبر تراكيبه ومفرداته، ويتأمل ما فيه من الآيات والدلائل القويمة، وما يحتويه من الألفاظ والمباني المعجزة العظيمة، ويأخذ العبرة مما فيه، من قصص الأولين والآخرين، وما أعد الله للمؤمنين المتقين من الفضل والثواب، وما ينتظر المخالفين والمجرمين من أليم العقاب.