responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيح المقال في مسألة شد الرحال المؤلف : الربيعان، عبد العزيز بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 210
الْمَفْرُوضَة والمستحبة، وَعند دُخُول الْمَسْجِد، وَعند ذكره عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَفِي كل مُنَاسبَة وكل زمَان وَمَكَان.
بل قد قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " وصلوا عَليّ؛ فَإِن صَلَاتكُمْ وتسليمكم يبلغنِي حَيْثُمَا كُنْتُم"، قَالَ ذَلِك فِي الْوَقْت الَّذِي نهى فِيهِ عَن اتِّخَاذ قَبره عيدا، فَالله الْمُسْتَعَان..
وَإِن قُلْتُمْ عَام لقبور الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء والأقارب، أَو لجَمِيع الْمُسلمين وَمَا إِلَى ذَلِك.. قُلْنَا: ولِمَ لَا تذكرُونَ الصَّالِحين أبدا؟.. بل كلامكم خَاص بِقَبْر الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، ومقصور عَلَيْهِ مِمَّا أوهم الْعَامَّة أَن هُنَاكَ نصوصاً وَإِرَادَة بِالْأَمر بزيارة قَبره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْخُصُوص[1].
وَقَالَ الشَّيْخ - وَهُوَ يروي لنا تَأْوِيل ابْن حجر لحَدِيث النَّهْي عَن شدّ الرّحال -: وبتأمل كَلَام ابْن حجر نجده يتَضَمَّن إِجْرَاء معادلة على نَص الحَدِيث بِأَن لَهُ حالتين فَقَط:
الأولى: أَن يكون النهى منصباً على شدّ الرّحال لأي مَكَان سوى الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة من أجل الصَّلَاة، وماعدا الْمَسَاجِد وَالصَّلَاة خَارج عَن النَّهْي، وعَلى هَذَا تخرج زِيَارَة الْقُبُور مَعَ غَيرهَا من الْأُمُور الْأُخْرَى عَن دَائِرَة النَّهْي.
وَالثَّانيَِة: أَن يكون النَّهْي عَاما لجَمِيع الْأَمَاكِن ماعدا الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وبلدانها، وَلَكِن لَا لخُصُوص الصَّلَاة، بل لكل شَيْء مَشْرُوع بِأَصْلِهِ..
إِلَى أَن قَالَ: وَمن هَذَا كُله السَّلَام على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا مُعَارضَة على حَالَة من الْحَالَتَيْنِ، وَلَا يتعارض مَعَ مَا مَعَهُمَا الحَدِيث. انْتهى كَلَام فضيلته بِاخْتِصَار وَتصرف فِي بعض الْكَلِمَات مَعَ الِالْتِزَام بِالْمَعْنَى.
وَنحن نناقش هَذَا الْكَلَام من نواح:
النَّاحِيَة الأولى: نحمد الله حَيْثُ إِن أَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَايَة من الْبَيَان والوضوح؛ فَلَا نحتاج لفهمها إِلَى إِجْرَاء معادلات وَلَا اسْتِخْدَام فلسفات.
النَّاحِيَة الثَّانِيَة: لِمَ هَذَا التعويل على آراء ابْن حجر دون غَيره من عُلَمَاء الْأمة الإسلامية، خَاصَّة السّلف الصَّالح من لدن الصَّحَابَة إِلَى آخر الْقُرُون الثَّلَاثَة[2]؟ هَل لم يتَعَرَّض لمعْرِفَة وَبَيَان معنى هَذَا الحَدِيث أحد من أَئِمَّة الْإِسْلَام قبل ابْن حجر؟.. بل لقد تعرضوا وفهموا وبينوا وَعمِلُوا بِمُقْتَضَاهُ قبل ابْن حجر، وَقبل أَن يستنبط فَضِيلَة الشَّيْخ معادلته الفلسفية من كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر هَذِه.
النَّاحِيَة الثَّالِثَة: من أَيْن أتيتم ببلدان الْمَسَاجِد الثّلاثة وأدخلتم فِي الْمَوْضُوع مَا لَيْسَ مِنْهُ؛ محاولين أَن تجْعَلُوا

[1] ولماذا أَمر عمر رضى الله عَنهُ بإخفاء قبر (دانيال) - عَلَيْهِ السَّلَام - حِين وجد جثمانه فِي بِلَاد فَارس؟ أَلَيْسَ نَبيا كنبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ لِمَ لَمْ يتْرك قَبره مَعْلُوما للْمُسلمين ليزوروه ويفعلوا عِنْده كَالَّذي يفعل النَّاس الْيَوْم عِنْد قبر نَبينَا عَلَيْهِ السَّلَام؟ أيريد عمر أَن يحرم الْمُسلمين من هذأ الْخَيْر الْعَظِيم؟.
[2] بل الْأَرْبَعَة.
اسم الکتاب : صحيح المقال في مسألة شد الرحال المؤلف : الربيعان، عبد العزيز بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست