responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 92
من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا ان حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين، وغنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغي الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل.
وأما كبار رجالهم ودعائهم دولتهم فأكثر من أن يحصوا، واحدث ذلك ما شاهدناه بالأمس من كلف المظفر عبد الملك بن أبي عامر [1] بواجد، بنت رجل من الجنانين [2] حتى حمله حبها أن يتزوجها، وهي التي خلف عليها بعد فناء العامريين الوزير عبد الله بن مسلمة [3] ، ثم تزوجها بعد قتله رجل من رؤساء البربر.
ومما يشبه هذا أن أبا العيش بن ميمون القرشي الحسني [4] أخبرني أن نزار بن معد صاحب مصر لم ير ابنه منصور بن نزار [5] الذي ولي الملك بعد وادعى الإلهية إلا بعد مدة من مولده، مساعدة

[1] الحاجب عبد الملك المظفر بن المنصور (392 - 398/1002 - 1008) خلف أباه المنصور في الحجابة، وكانت السلطة الفعلية بيده، وفي أيامه أخلد الأندلسيون إلى الراحة وتنافسوا في زخرف الدنيا (انظر الذخيرة 4/1: 78 وما بعدها) .
[2] بواجد الجناين؛ هذا هي قراءة بروفنسال، (انظر مجلة الأندلس 15 (1950) : 350 وسأشير إليها من بعد باسم: الاندلس) ، وقد قرئت قبله " بواحد الجبائين "، وإذا صحت القراءة فيبدو أن اسم " واجد " كان شائعاً، إذ كانت لابن الشرح زوجة بهذا الاسم (البيان المغرب 3: 80) .
[3] عبد الله بن مسلمة: لعله الذي كان صاحب مدينة الزاهرة عندما ثار محمد بن هشام ابن عبد الجبار لينتزع الخلافة من هشام المؤيد (ابن عذاري 3: 58) وقد اتصل به صاعد البغدادي أول دخوله الأندلس، ثم نكب عبد الله فكان صاعد يستعطف له أبا جعفر بن الدب ليشفع به لدى سليمان المستعين (الذخيرة 4/1: 10 - 11) .
[4] أغلب ظني أنه حسني لا حسيني، وان كنت لم أجده بين أسماء الطارئين على الآندلس.
[5] نزار بن معد هو أبو منصور العزيز بالله بن المعز لدين الله، ولد سنة 345 وبويع بالخلافة سنة 365 وبقي حتى 386، أما منصور فهو المعروف بالحاكم بأمر الله (368 - 411) .
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست