اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 293
إبراهيم بن السري [1] أن أبا بكر رضي الله عنه أحرق فيه بالنار [2] ، وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى اسم المحرق فقال: هو شجاع ابن ورقاء الأسدي [3] ، أحرقه بالنار أبو بكر الصديق لأنه يؤتى في دبره كما تؤتى المرأة.
وإن عن المعاصي لمذاهب للعاقل واسعة، فما حرم الله شيئاً إلا وقد عوض عباده من الحلال ما هو أحسن من المحرم وأفضل، لا إله إلا هو؛
وأقول في النهي عن اتباع الهوى على سبيل الوعظ: [من الطويل] .
أقول لنفسي ما مبين كحالك ... ([4]) " وما الناس إلا هالك وابن هالك "
صن النفس عما عابها وارفض الهوى ... فإن الهوى مفتاح باب المهالك
رأيت الهوى سهل المبادي لذيذها ... وعقباه مر الطعم ضنك المسالك
فما لذة الإنسان والموت بعدها ... ولو عاش ضعفي عمر نوح بن لامك
فلا تتبع داراً قليلا لباثها ... فقد أنذرتنا بالفناء المواشك
وما تركها إلا إذا هي أمكنت ... وكم تارك إضماره غير تارك
فما تارك الآمال (5) عجياً جآذراً ... [6] كتاركها ذات الضروع الحواشك [1] هو أبو اسحاق الزجاج النحوي (توفي 311 أو 316) انظر ترجمته في انباه الرواة 1: 159 وفي الحاشية ثبت بمصادر أخرى. [2] انظر المحلى 11: 380 - 381 (وابن حزم لا يرى ذلك وإنما يرى التعزيز فقط) وانظر أيضاً ذم الهوى: 202. [3] وقيل كان اسمه الفجاءة (المحلى 11: 381) . [4] مأخوذ من قول الشاعر:
وما الناس إلا هالك وابن هالك ... وذو نسب في الهالكين عريق (5) بتروف: عجباً؛ برشيه: عجلاً؛ والعجي بتشديد الياء: ولد الدابة؛ وجمعه عجايا وأحسب الشاعر تصرف به فجمع " فعيل " على " فعلى ". [6] الضروع الحواشك: الممتلئة.
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 293