responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 251
فالوجه جوهرة، والجسم عبهرة ... [1] والريح عنبرة، والكل من نور
كأنها حين تخطو في مجاسدها ... تخطو على البيض أو حد [2] القوارير فلعمري لكأن المضراب إنما يقع على قلبي، وما نسيت ذلك اليوم ولا أنساه إلى يوم مفارقتي الدنيا، وهذا أكثر ما وصلت إليه من التمكن من رؤيتها وسماع كلامها؛ وفي ذلك أقول: [من الحفيف]
لا تلمها على النفار ومنع ال ... وصل ما ذاكم لها بنكير
هل يكون الهلال غير بعيد ... أو يكون الغزال غير نفور وأقول: [من الوافر]
منعت جمال وجهك مقلتيا ... ولفظك قد ضننت به عليا
أراك نذرت للرحمن صوماً ... فلست تكلمين اليوم حيا
وقد غنيت للعباس شعراً ... هنيئاً ذا لعباس هنيا
فلو يلقاك عباس لأضحى ... لفوز قاليا وبكم شجيا ثم انتقل أبي رحمه الله من دورنا المحدثة بالجانب الشرقي من قرطبة في ربض الزاهرة إلى دورنا القديمة في الجانب الغربي من قرطبة ببلاط مغيث في اليوم الثالث من قيام أمير المؤمنين محمد المهدي بالخلافة. وانتقلت أنا بانتقاله، وذلك في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلثمائة، ولم تنتقل هي بانتقالنا لأمور أوجبت ذلك. ثم شغلنا بعد قيام أمير المؤمنين هشام المؤيد بالنكبات وباعتداء أرباب دولته، وامتحنا بالاعتقال والترقيب والإغرام الفادح والاستتار، وأرزمت الفتنة وألقت باعها وعمت الناس وخصتنا، إلى أن توفي أبي الوزير

[1] رواية هذا البيت في الديوان:
فالجسم من لؤلؤ والشعر من ظلم والنشر من مسكة والوجه من نور
[2] الديوان: أو خضر.
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست