اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 172
الرحمن المعروفين بابني لبنى [1] ، من قبل قطر الندى جارته، وفي ذلك أقول محذراً لبعض إخواني قطعة منها: [من الطويل]
وهل يأمن النسوان غير مغفل ... جهول لأسباب الردى متعرض [2] وكم وارد حوضاً من الموت أسوداً ترشفه من طيب الطعم أبيض
والثاني واش يسعى للقطع بين المحبين لينفرد بالمحبوب ويستأثر به، وهذا أشد شيء وأفظعه [3] وأجزم [4] لاجتهاد الواشي واستفادته بجهده [5] .
ومن الوشاة جنس ثالث، وهو واش يسعى بهما جميعاً ويكشف سرهما، وهذا لا يلتفت إليه إذا كان المحب مساعداً؛ وفي ذلك أقول: [من الطويل]
عجبت لواش ظل يكشف أمرنا ... وما بسوى أخبارنا يتنفس
وماذا عليه من عنائي ولوعتي ... أنا آكل الرمان والولد تضرس [6] ولابد أن أورد ما يشبه ما نحن فيه، وإن كان خارجاً منه، وهو شيء في بيان التنقيل والنمائم. فالكلام يدعو بعضه بعضاً كما شرطنا في أول الرسالة: [1] قد عرفت ببعض بني حدير فيما تقدم ص: 155 هامش 4 وقد ذكر لسان الدين ابن الخطيب (اعمال الاعلام: 211) موسى بن مروان بن حدير ووصفه بالصرامة والجرأة؛ وجهه صاحب قرطبة إلى خيران حين انتزى في شرق الاندلس، فدارت بين الاثنين وقعة أسر فيها موسى وقتل أصحابه. [2] الطبعات (ما عدا برشيه) : متأرض. [3] أكثر القراءات: وأقطعه. [4] برشيه: وأجزعه. [5] الصيرفي ومكي: واستفادة جهده؛ ولعلني أرجح: واستنفاده جهده. [6] عبارة متناقلة مشهورة، لها أصل في العهد القديم (انظر سفر حزقيال، الإصحاح: 18) .
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 172