responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 127
عشقاً. ومن هذا [1] دخل الغلط على من يزعم انه يحب اثنين ويعشق شخصين متغايرين، فإنما هذا من جهة الشهوة التي ذكرناها آنفاً، وهي على المجاز تسمى محبة لا على التحقيق، وأما نفس المحب فما في الميل به فضل يصرفه في أسباب دينه ودنياه فكيف بالاشتغال بحب ثان! وفي ذلك أقول [2] : [من الخفيف]
كذب المدعي هوى اثنين حتماً ... مثل ما في الأصول أكذب ماني (3)
ليس في القلب موضع لحبيبي ... [4] ن ولا أحدث الأمور بثاني
فكما العقل واحد ليس يدري ... خالقاً غير واحد رحمان
فكذا القلب واحد ليس يهوى ... غير فرد مباعد أو مدان
هو في شرعة المودة ذو شر ... ك [5] بعيد من صحة الإيمان
وكذا الدين واحد مستقيم ... وكفور من عقدة [6] دينان وإني لأعرف فتى من أهل الجدة [7] والحسب والأدب كان يبتاع الجارية وهي سالمة الصدر من حبه، وأكثر من ذلك كارهة له لقلة حلاوة شمائل كانت فيه، وقطوب دائم كان لا يفارقه ولا سيما مع النساء، فكان لا يلبث إلا يسيراً ريثما يصل إليها بالجماع ويعود ذلك الكره حباً مفرطاً وكلفاً زائداً واستهتاراً مكشوفاً، ويتحول الضجر

[1] من قوله: ومن هذا حتى آخر الأبيات النونية ورد في روضة المحبين: 289 - 290.
[2] أورد ابن أبي حجلة هذه الأبيات (ما عدا الأول) في ديوان الصبابة: 41، وجعل الرابع منها آخراً وأوردها ابن القيم في روضة المحبين: 290.
(3) ماني مؤسس مذهب المانوية، وهو قائم على الأثنينية إذ يقول ان مبدأ العالم كونان أحدهما نور والآخر ظلمة، كل واحد منهما منفصل عن الآخر (انظر تفصيلاً لمذهبه عند ابن النديم في الفهرست: 392 - 402) .
[4] روضة المحبين وديوان الصبابة: اثنان.
[5] في ص: شك، والتصويب عن ديوان الصبابة.
[6] في معظم الطبعات وفي ديوان الصبابة وروضة المحبين: عنده؛ وما أثبته أدق.
[7] في أكثر الطبعات (ما عدا برشيه) : الجد.
اسم الکتاب : رسائل ابن حزم المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست