responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس رمضان المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 43
فبلغ ذلك أميرًا كان عليهم، فأرسل إلى الفتى؛ ليأخذه، فقال له أبوه الشيخ: اخْرُجْ من خلف البيت، فسبق رُسُلَ الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقَّه في آخر حياته، واسم الولد خليج فقال منازل فيه:
تظلمني مالي خليجٌ وعقني ... على حين كانت كالحَنيِّ عظامي
تخيَّرتُه وازددته ليزيدني ... وما بعضُ ما يزدادُ غيرُ عرامِ
لعمري لقد ربَّيته فرحًا به ... فلا يفرحنْ بعدي امرؤٌ بغلامِ
فأراد الوالي ضرب الابن، فقال للوالي: لا تعجل هذا أبي منازل بن فرعان الذي يقول فيه أبوه:
جزت رحمٌ بيني وبينَ منازلٍ ... جزاءً كما يستنجز الدَّينَ طالبُه
فقال الوالي: يا هذا عَقَقْتَ وعُقِقْتَ.
وقال الأصمعي: حدثني رجلٌ من الأعراب، وقال: خرجت أطلب أعقَّ الناس؛ فكنت أطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخٍ في عنقه حبلٌ يستقي بدلو لا تطيقه الإبلُ في الهاجرة والحرِّ الشديد، وخلفه شابٌّ في يده رُشاءٌ - أي حبل - من قِدٍّ ملوي (والقِدُّ هو السوط) وهو يضرب الشيخ الكبير بالقدِّ، وقد شقَّ ظهره بذلك الحبل، فقلت: أما تتقي الله بهذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه مِنْ مَدِّ هذا الحبل حتى تضربه؟ .
قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيرًا.

اسم الکتاب : دروس رمضان المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست