والزنا يجرئ على قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وكسبِ الحرام، وظلمِ الخلق، وإضاعةِ المال، والأهل، والعيال.
والزنا يَذْهَبُ بكرامة الفتاة، ويكسوها عارًا لا يقف عندها، بل يتعداها إلى أسرتها؛ حيث تدخل العار على أهلها، وزوجها، وأقاربها، وتنكِّس به رؤوسهم بين الخلائق.
وإذا حملت المرأةُ من الزنا، فقتلت ولدَها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبيًّا ليس منهم، فورثهم ورآهم، وخلا بهم، وانتسب إليهم.
والزنا جنايةٌ على الولد، فإن الزاني يَبْذِرُ نطفته على وجه يجعل النسمةَ المخلَّقةَ منها مقطوعةَ النسبِ إلى الآباء، فكان الزنا سببًا لوجود الولد عاريًا من الروابط التي تربطه بأدنى قربى يأخذون بساعده إذا زلَّت به نَعْلُه.
وفي الزنا جنايةٌ على الولد، وتعريضٌ له لأن يعيش وضيعًا بين الأمة، مدحورًا من كل جانب، فما ذنب هذا المسكين، وأي قلب يحتمل ذلك المصير.
أيها الصوام: هذا نزرٌ يسير من أضرار الفواحش، ومن خلال ذلك يتبين لنا مدى ما يصل إليه الإنسان إذا هو فارق العفةَ، واتبع هواه بغير هدى من الله، وهكذا يتبين لنا أثر الصوم في تنمية خلق العفة.