وقد ورد في فضلهما آثارٌ كثيرةٌ، وألف في ذلك كتبٌ عديدةٌ، والمقام لا يتَّسع للتفصيل.
معاشر الصائمين: الناس في الذكر على أربع طبقات، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إحداها: الذكر بالقلب، واللسان، وهو المأمور به.
الثاني: الذكر بالقلب فقط، فإن كان مع عجز اللسان فحسنٌ، وإن كان مع قدرته فتركٌ للأفضل.
الثالث: الذكر باللسان فقط، وهو كون اللسان رطبًا بذكر الله، ويقول الله - تعالى - في الحديث القدسي: «أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه» .
الرابع: عدم الأمرين، وهو حال الأخسرين) .
أيها الصائمون: للذكر مفهومٌ خاصٌّ، وهو ما مضى الحديث عنه، وله مفهوم عامٌّ شاملٌ، وهو كل ما تكلَّم به اللسان، وتصوَّره القلب، مما يقرب إلى الله، من تعلُّم علمٍ، وتعليمه، وأمرٍ بالمعروف، ونهيٍ عن المنكر - فهو ذكرٌ لله.
ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض، أو جلس مجلسًا يتفقه أو يفقه فيه الفقهَ الذي سماه الله ورسوله فقهًا، فهذا - أيضًا - من ذكر الله.
وكذلك من قام بقلبه محبّةُ الله، وخوفُه، ورجاؤه، ونحو ذلك فهو من ذكر الله.