خامسًا: الدخول في زمرة المحبوبين لله - عز وجل - فالذين يدعون ربهم، ويُبْتَلَون بتأخر الإجابة عنهم - يدخلون في زمرة المحبوبين المشرَّفين بمحبة الله؛ فهو - عز وجل - إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عِظمَ الجزاءِ مع عِظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخط» أخرجه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الترمذي والألباني.
سادسًا: أن اختيارَ اللهِ للعبد خيرٌ من اختيار العبد لنفسه، وهذا سر بديع يحسن بالعبد أن يتفطَّن له حال دعائه لربه؛ فهذا يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات، ويُفْرِغُ قَلْبَهُ من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عَقَبَة وينزل في أخرى.
وإذا فوّض العبد أمره إلى ربه، ورضي بما يختاره له - أمدّه الله بالقوة، والعزيمة، والصبر، وصرف عنه الآفات التي هي عرضةُ اختيارِ العبدِ لنفسه، وأراه من حسن العاقبة ما لم يكن ليصلَ إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.