أيها الصائمون: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله - عز وجل - وإضافةِ الجود والكرم إليه.
أما فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه، وأسرارُه - فلا تكاد تحصر، فالدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره، قال الله - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر: من الآية 60) .
والدعاء عبادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» .
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، ورواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
والدعاء سلامة من الكبر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: 60) .
والدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس شيءٌ أكرم على الله - عز وجل - من الدعاء» .
رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجه، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.