ومن اتَّصف بهذا كان جديرًا بالنصر في كل معركة يخوضها، وما قصة طالوت لما فصل بالجنود عنا ببعيد، قال - تعالى - {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} (البقرة: من الآية 249) .
فانظر كيف هزموا عدوهم بعد أن هزموا شهواتهم!!.
أيها الصائمون الكرام, في رمضان عبودية كاملة، وهذه هي الحريَّة الكاملة؛ فأكثر الناس حريَّة أشدهم لله عبودية.
في رمضان امتناع عن كل خلق رذيل، وقول ذميم، ومقالة ذميمة؛ فما أحلى هذه الحرية؛ فأنت في الخلق الكريم حرٌّ فلا تهان، ولا تُنْتَقَصُ في قدر ولا جاه، وأنت في القول الكريم حُرٌّ فلا تُضْطَرُّ إلى اعتذار، ولا تتعرضُ لملامة، ولا يملأ نفسَك ندمٌ.
وأنت في المعاملة الكريمة حرٌّ؛ فلا تلوكك الألسنُ، ولا تتحدث عن خيانتك المجالسُ، ولا تعلّق بذمتك الشهواتُ.