responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر    الجزء : 1  صفحة : 93
أنه كان في قلبه وقت مباشرة العمل نوع رياء، فإن لم يسلم من الرياء نقص أجره، فإن بين عمل السر والعلانية سبعين درجة، ووجود الرياء قبل الفراغ من العبادة إن كان مجرد سرور لم يؤثر في العمل، وإن كان باعثا على العمل. . . فهذا يحبط الأجر [1] .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير فيحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن» [2] .
لكن ينبغي أن يكون فرحه بتوفيق الله تعالى له، وبإظهار الجميل من أحواله لا بحمد الناس له، فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير، ويكرموه عليه فهذا رياء [3] .
الخطيب من أولى الناس مطالبة بالإخلاص لله تعالى، لأنه ربما رأى مقامه وهو يخطب المئات، ويعلمهم ويذكرهم فيرى أن له فضلا عليهم، وتقدما دونهم، فتحمله نفسه على العجب، والتعالي، والغض من قدر غيره ونسبتهم إلى الجهل، فالإخلاص لله تعالى يعرفه قدر نفسه، ويقيه شرها، ومن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة أنه كان يبتدئ الخطبة بقوله: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له» . . . الحديث " [4] .
وهي كلمات عظيمة، وافتتاحية جليلة، يبتدئ بها الخطبة، فليتدبر الخطيب هذه الكلمات، ولا يجريها على لسانه دون وعي لمضمونها، فإن فيها نسبة الحمد

[1] الآداب الشرعية (1 / 32) .
[2] رواه مسلم (البر والصلة- 2642) .
[3] انظر: المصدر السابق.
[4] أخرجه الترمذي وحسنه (النكاح - 1105) ، والنسائي (الجمعة -3 / 105) ، وابن ماجه (1892) ، وأبو داود (النكاح - 2118) وإسناده جيد.
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست