اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 49
وبعض الخطباء يستهل خطبته دائما بألفاظ معينة يلتزم بها في كل خطبة، حتى أصبحت محفوظة مكرورة لدى المصلين، تدعو إلى الملل والسأم من حين يبدأ في الخطبة.
وبعضهم يلتزم بذلك في الخطبة الثانية، فأصبحت الخطبة الثانية لديه كلمات معدودة تتكرر كل جمعة، وأصبح يحفظها الصغير والكبير ممن يؤم مسجده.
[فقرات الموضوع] فقرات الموضوع: المقدمة بالأوصاف التي ذكرت هي المدخل إلى الموضوع الأساسي الذي يريد الخطيب أن يطرحه على المصلين بوضوح واستيفاء.
هذا الموضوع ينبغي أن تتوافر فيه صفات متعددة، حتى يكون الخطيب موفقا في اختياره، وفي مناقشته، وحتى يعطي الأثر المطلوب في نفوس المصلين، ومن هذه الصفات:
1 - مناسبة الموضوع لظرف الواقع الذي يعيشه الحاضرون. وهذه المناسبة لا شك أنها متغيرة، لكنها ينبغي أن تكون نابعة من صميم واقع الناس، متجددة بتجدد مشكلاتهم وحاجاتهم، وليس من الحكمة ما يفعله بعض الخطباء، من الجمود على مناسبات محددة طول العام بأن يضع لكل شهر خطبته أو خطبه المعدة مسبقا، أو يعتمد على كتاب في خطب العام لا يكاد يخرج عنه، وكأنه يخاطب الناس من خارج عصره بلغة غير لغتهم، وبهم غير همومهم، وهذا يفقد الخطبة أثرها، ويفصل الخطيب عن جمهوره ومخاطبيه.
" فقد نلمس هذا المسلك العاجز عند فريق من الخطباء، حيث نجد أحدهم يلزم ضربا من المواضيع، لا يبرحه خلال سائر خطبه في مختلف المناسبات حيث يقيد نفسه بعدد من المواضيع يعيدها، ويكررها في كل عام غير عابئ بالمتجددات الفكرية والاجتماعية، والعلمية التي يتمخض عنها استمرار الحياة البشرية [1] . [1] المصدر السابق.
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 49