اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 43
إن إعداد الخطبة له فوائد متعددة تنعكس على الخطبة نفسها، وعلى الخطيب وعلى الجمهور المخاطب مما يكون له آثار واضحة على مدى قبول الناس وتأثرهم مما يسمعون، ومن هذه الفوائد:
1 - ترتيب الأفكار والعناصر بحيث لا تكون مبعثرة لا ترابط بينها، الأمر الذي يؤدي إلى تشويش السامعين، وتنافر أذهانهم، وعدم تركيزهم على الموضوع الأساسي للخطبة.
2 - إعطاء عناصر الخطبة وأفكارها ما تستحقه من البيان والإيضاح، بشكل متوازن دون أن يطغى فيها عنصر على آخر، حيث إن بعض الخطباء أحيانا يطيل الكلام حول فكرة واحدة على حساب الأفكار الأخرى، وبذا لا يوصل كل ما يريد إلى الناس بصورة متكاملة شاملة لجوانب الموضوع.
3 - ظهور الخطيب بمظهر المستعد للخطبة، المتأهب لها، وما عدا ذلك يعني أن يظهر الخطيب أمام الجمع بمظهر المجازف الذي لم يعد القول، وهذا فيه اعتداد بالنفس واستهانة بالحاضرين، وتبجح بعدم الاهتمام ودعوى أن خاطره أسرع من خواطر الناس، وهذه كلها صفات لا ترتضيها الجماعات، ولقد يعسر على المرتجل تفكيرا وتعبيرا أن يعالج الموضوع، وأن يصل منه إلى نتيجة، فهو كساع إلى الهيجا بغير سلاح، أو كهائم لا يعرف وجهته، ولا المسالك إليها:
ويرتجل الكلام وليس فيه ... سوى الهذيان من حشو الخطيب
لذا كان كثير من البلغاء القدامى يعدون خطبهم ويهذبونها، ويتمرنون على إلقائها [1] .
4 - نضوج الفكرة، وعمقها، وتخلص الأسلوب من التكرار الكثير، واختيار الألفاظ والتراكيب القوية التي تبرز المعاني في أثواب جذابة، فرب معنى جميل [1] فن الخطابة (ص 186) الحوفي، أحمد محمد، بتصرف يسير، وانظر للاستزادة: خصائص الخطبة والخطيب (ص 152- 153) .
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 43