اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 169
[الخاتمة] الخاتمة لقد بدا لنا من خلال هذا الكتاب أهمية خطبة الجمعة، وآثارها العظيمة التي تبرز في الوسط الإسلامي، وسواء أكان المسلمون يعيشون في البلاد الإسلامية، أم كانوا في بلاد أخرى لا تدين بالإسلام، وهم فيها أقلية، فإن المسجد في مثل هذه البيئات هو سفينة النجاة، وشاطئ السلامة، وخطبة الجمعة تبقى بإذن الله تعالى هي المنارة للمسجد، وهي الجامعة والمدرسة التي يجتمع إليها أفواج المسلمين، يتعاضدون على الحق، ويتناصرون عليه، يذكر بعضهم بعضا، ويقوي بعضهم بعضا، ويعلم بعضهم بعضا، وتتقوى بينهم الأواصر وتتوثق العلاقات، وتتوطد أسس التعارف بهذا اللقاء الأسبوعي المتكرر، وكلما جمعت الخطبة مقومات النجاح كانت أعظم أثرا، وأكبر وقعا على نفوس المصلين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم.
وأهم مقومات النجاح وعناصر التأثير التي ينبغي أن تشتمل عليها خطبة الجمعة ما يلي:
1 - أن تشتمل على الآيات القرآنية، فالتذكير بالقرآن ركن أساسي في الدعوة إلى الله تعالى، وعلى الخطيب أن يحرص على قراءة الآيات التي يستشهد بها قراءة صحيحة، وأن يختار الآيات المناسبة للحال، والتي ترقق القلوب وتقرع العقول بوعدها ووعيدها، وعليه أن يحذر من إقحام الآيات في غير ما يحتمله تأويلها، وتتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
2 - أن تشتمل على الأحاديث النبوية الصحيحة، وعلى الخطيب أن يتحرى الصحة، لئلا يقول على الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، وليعلم أنه في موطن القدوة، يتلقف الناس أقواله ويستدلون بأفعاله، وإن في الصحيح غنية عن الضعيف فضلا عن الواهي والموضوع.
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 169