اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 131
[المبحث التاسع تجنب التقعر والتكلف في الكلام]
المبحث التاسع
تجنب التقعر والتكلف في الكلام عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هلك المتنطعون- قالها ثلاثا-» [1] .
قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]
قال ابن زيد: أي لا أسألكم على القرآن أجرا: تعطوني شيئا، وما أنا من المتكلفين أتخرص وأتكلف ما لم يأمرني الله به [2] .
قال ابن عطية: وما أنا من المتكلفين أي: المتصنعين المتحلين بما ليسوا من أهله، فأنتحل النبوة والقول على الله [3] لقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي في الدعوة والخطابة، والتعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الأمور كلها.
من هديه في الكلام ما روت عائشة رضي الله عنها قالت: «كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من يسمعه» ، وقالت: «كان يحدثنا حديثا لو عده العاد لأحصاه» ، وقالت: «إنه لم يكن يسرد الحديث كسردكم» [4] .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها» إسناده صحيح [5] . [1] رواه مسلم (العم 2670) ، وانظر: تفسير ابن جرير (10 / 608) . [2] رواه مسلم (العلم 2670) ، وانظر: تفسير ابن جرير (10 / 608) . [3] تفسير البحر المحيط (7 / 411) . [4] رواه البخاري (المناقب- 3567) ومسلم (فضائل الصحابة- 2493) واللفظ للبخاري. [5] رواه أحمد (2 / 165) ، وأبو داود (الأدب - 5005) ، والترمذي (الأدب - 2852) ، بإسناد حسن، وقال الترمذي: حسن غريب.
اسم الکتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة المؤلف : عبد الغني أحمد جبر مزهر الجزء : 1 صفحة : 131